انقضى أطول موسم رياضي في تاريخ الرياضة السعودية بقضه وقضيضه، وطويت صفحات موسم شهد تقلبات عديدة في القمة والقاع، وكانت المفاجأة المدوية هبوط فريق الأهلي الذي يعد واحدا من أعرق الأندية السعودية، بل السيد في تحقيق كؤوس الملك، كانت ضربة موجعة للرياضة السعودية بتواري واحد من أهم أركانها لمصاف الأولى، ولن يغفر التاريخ لمن هوى بهذا الكيان لرحلة الهبوط الموجع، وكان فريق الشباب آخر السيوف التي قتلت آمال العشاق، وأجزم أن حتى من كان يتمنى سقوطه هناك جزء في ضميره يؤكد أن ما حدث غير طبيعي، ونستثني من لا ضمير له، أعود للفصل الأخير الذي ظهرت فيه شخصية البطل وحسم اللقب وتراجع الاتحاد، وكأن السيناريو يجسد حقيقة من لا يجرؤ على التقدم عندما ينطلق الزعيم صوب القمة، وهي ما تجلى، بعد فراغ الهلال من الصراع الخارجي حضر للمنافسة المحلية بقائد آخر الأرجنتيني (دياز )، وربما أن معرفتة بزعيم البطولات وأيضا تناغم اللاعبين مع طريقته قلبا المعادلة الصعبة واختصرا البون الشاسع مع المتصدر الاتحاد، الذي كان يصل لأكثر من (11) نقطة، وحرس القمة (28) جولة، ولن ينسى الاتحاديون دوريهم الذي خطفه الهلال بطريقة قد تكون أقسى من دوري شعرة ياسر كما يحلو للهلاليين تسميته، اليوم الأخير اشتعلت فيه الأجواء على اعتبار أن جميع المباريات لها حسابات خاصة بين الهبوط ونيل اللقب، وربما تكون مواجهة النصر والفتح الأقل قيمة في ميزان الحسابات، وإذا كان هناك لاعب في الصفوف الزرقاء يستحق لقب الجندي المجهول يتمثل في بشخصية البرازيلي (ميشيل)، الذي له اليد الطولى في حسم العديد من النزالات الأخيرة، بل إن جميع المباريات التي شارك فيها من البداية صنع فيها الفوز لفريقه بطريقته الخاصة وصنع الفارق، المنجز الـ65 للهلال قد يكون الأحلى مذاقا لعدة اعتبارات، لعل أبرزها صعوبة المنجز، فضلاً عن الرقم الجديد في تاريخ المكتسبات بحصوله على ثلاث إنجازات متتالية، وهذا الرقم سبق وأن كان للشباب الأولوية بالحصول عليه، ولكن ليس في سباق النقاط، لأن حسمه عن طريق المربع الذهبي الذي سبق وأن خدم فرقا دخلت بالكاد لهذه الدائرة، ومن خلال مواجهتين كان للأخطاء التحكيمية أثر في انتصاراته، ونال اللقب الذي لا يستحقه، وبعيد عن سر الماضي، رئيس البيت الأزرق الأستاذ فهد بن نافل دخل التاريخ بعد أن حقق سبع بطولات، منها إنجازان آسيويان خلال فترة وجيزة، وبمقدوره الظفر بالمزيد إذا سار بنفس الإستراتيجية التي يرسمها في قالب العمل المميز .