من أهم الوسائل التي تولد الأفكار الإبداعية هي الخواطر، فكم من خاطرة تحولت إلى فكرة والفكرة تحولت إلى مشروع، وإليكم بعض الأفكار الفروسية التي نبعت في كاتبها كمالك خيل ومتابع للمشهد الفروسي، وأتمنى أن تسهم في دفع عجلة تطوير الفروسية السعودية في ظل رؤية سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله- التي تطالب الجهات بالتوسع في المبادرات المنبثقة عن أهداف الرؤية المباركة.. مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.

(1)

دعم الإنتاج المحلي

المملكة العربية تعتبر من أكبر الدول المنتجة للخيل في الشرق الأوسط بل في قارة آسيا، حيث يقدر الإنتاج السعودي قرابة (2000) مهر سنوياً، وهذه الصناعة ساهمت في دعم الاقتصاد السعودي من خلال إيجاد بورصة للخيل في المملكة تقدر الحركة السنوية السوقية بنحو عشرين مليون ريال مع إيجاد فرص عمل للمواطنين، ودعم سوق العمل من خلال ما توفره من وظائف خياله ومدربين وبياطرة؛ لذلك ينبغي على نادي سباقات الخيل إطلاق عدد من المبادرات لتطوير هذه الصناعة مثل استقطاب أفحل عالمية ولو بنظام الإيجار وتخصيص جائزة سنوية لأفضل منتج وتخصيص أشواط سباق لخيل الإنتاج ووضع جائزة لأفضل فحل منتج وتنظيم عملية استيراد الأمهار الفطايم للمملكة ودعم مزادات الإنتاج المحلي.

(2)

دعم البناء القانوني لسباقات السرعة

المطلع على أنظمة سباقات السرعة في المملكة يلاحظ وجود فراغ تشريعي من خلال عدم وجود نظام معتمد من أعلى سلطة في المملكة ينظم سباقات هذه الرياضة العريقة فبرغم توفر اللائحة التنظيمية لسباقات الخيل التي يتم التعديل عليها سنوياً وفقاً لمتغيرات السباقات، ووفقاً لما يصدره الاتحاد الدولي لسباقات الخيل من تعليمات إلى الاتحادات الفروسية إلا أن الحاجة قائمة إلى وجود نظام أعلى درجة من اللوائح التنظيمية ليكون إطارًا عامًا لإعداد اللوائح التنفيذية والسياسات الإجرائية للسباقات ولجان المنازعات الفروسية.

(3)

تكريم الشخصيات الفروسية

الفروسية في العالم تصنف أنها رياضة النبلاء ونخب المجتمع ولقد حظيت الفروسية السعودية باهتمام قادة المملكة، وعلى رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، عندما كان أميراً لمنطقة الرياض وفارساً ضمن سباقات الخيل التي تنظم لأبناء المؤسس -طيب الله ثراه- وقد قام نادي سباقات الخيل مشكوراً بتخصيص كرنفال سنوي باسم كؤوس الملوك وأولياء العهود كتكريم لهؤلاء القادة إلا أن هناك شخصيات دعمت الفروسية بكافة وسائل الدعم المادي والمعنوي، منهم الأمير فيصل بن خالد، والأمير سلطان بن محمد الكبير، والأمير سعود بن سلمان -حفظهم الله- والأمير فهد بن سلمان، والأمير أحمد بن سلمان -رحمهم الله- ومن حقهم علينا تخصيص كؤوس أو جوائز تحمل أسماءهم أو وضع قائمة شرف تعلق صورهم في صالة الميدان وهناك العديد من الشخصيات لا تحضرني أسماؤهم.

(4)

مدينة الخيل

من أجمل المعالم التي تتميز بها مدينة الرياض ميدان الملك عبدالعزيز لسباقات الخيل وإسطبلات الخيل الواقعة في ضاحية الجنادرية شرق الرياض هذه المنطقة يحق لنا أن نطلق عليها أسم مدينة، فهي تحتوي في جنباتها على أكثر من ألف أسطبل وأكثر من خمسة آلاف رأس من الخيل ومرافق عامة تخدم هذه الرياضة النبيلة من عيادات وميادين للتدريب وصيدليات بيطرية.. أتمنى تطوير هذه المدينة وأن تحمل اسما غاليا علينا جميعاً باسم مولاي خادم الحرمين الشريفين أو سمو سيدي ولي العهد -حفظهم الله.

شكر وعرفان

في الختام لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لمولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد على دعمهم اللامحدود لقطاع الفروسية، وكذلك الشكر موصول للقائمين على نادي سباقات الخيل، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، وأعضاء مجلس إدارة نادي سباقات الخيل، فقد تطورت الفروسية السعودية وأصبحت المملكة محط أنظار العالم في سباقات الخيل، فكأس السعودية هو الأغلى عالمياً، وميدان الملك عبدالعزيز والميادين الداخلية تعد من أكبر ميادين الفروسية في العالم.. نحمد الله على نعمة السعودية.