مدينة البرك حرة يحتضنها البحر.

ضاربة في عمق التاريخ..

وأنا هنا لن أسرد البعد التاريخي للبرك..

لكنني سأتحدث عن بعض مفاتن عروس ساحل عسير وجمال طبيعتها البكر.

فهي مدينة تنام على صوت البحر وهدير الأمواج ساكبة الهواء العليل النقي.

حيث إنه يغتسل بجزيئات بخار البحر.

فتعلق الشوائب وتسقط في البحر.. ويبقى الهواء النقي.

ويندر أن تتأثر بالعوالق الترابيى فهي كما أسلفت حرة في حضن البحر...

والبحر على امتداده كرئة طبيعية للمدينة، حيث يكاد يحتويها من ثلاثة اتجاهات لوحة ربانية. طبيعة تأسر المتأمل.

وتتمتع بجمال الشواطئ والرمال الشاطئية النادرة. والأخوار المائية الساحرة.

وتتوزع بها مسطحات مائية وأخرى طينية ممزوجة بطحالب بحرية تعالج كثيراً من الأمراض وأخرى لجمال البشرة من تقشير أو ترطيب أو تغذية البشرة لكمية الكائنات البحرية الصحية.. التي لم تستغل.

وأخوار أخرى كمصانع طبيعية للقواقع والأصداف..

وهناك ممرات مائية ملحية يتكون منها أنظف وأجود أنواع الملح الطبيعي.

وتكاثر الآلاف من الأحياء البحرية من أسماك ورخويات وغيرها.

كما تمتد على الشواطيء مساحات شاسعة من أشجار المنجروف (الشورى أو باللهجة المحلية الإشرير) تتكاثر فيه العديد من الأحياء البحرية كالجمبري وغيرها.

وعلى أغصانه تنام طيور القماري.

ناهيك عن الجزر التي تحتضن طبيعة بكر خلابة.. وتحيطها أندر الشعب المرجانية بألوانها الزاهية وما تحتويه من ملايين الكائنات البحرية المتنوعة.

ومأوى لطيور الفلامنجو والطيور المهاجرة والنوارس وطيور البحثة.

ولطيور البحثة؛ حكايات ممتعة.. لا يتقنها إلا قلة من أهالي المحافظة.. حيث إنها تضع بيضها في أخاديد وتجويفات عميقة وملتوية في رمال الجزر لتحافظ على بيضها؛ رغم أننا نتغلب عليها أحيانا في استخراج البيض للأكل حيث إنه مغذ وصحي ولذيذ الطعم.

مع أنها تقوم بحفر عدة أخاديد للتمويه.

ولها مواسم معينة. تجذب بعض أهالي المحافظة لاستخراج بيض طائر البحثة من تلك الأخاديد العميقة المتعرجة..

بيض البحثة كاد ينسيني... يجعل الشايب ولدا!

نعود؛ وشرقا تتمتع بجمال الأودية والتضاريس الجبلية وأنت تتجول في شعاب وسهول تلك الأماكن البكر والتي تكتسي بالخضرة عند هطول الأمطار.

فتشاهد لوحة جمالية من أروع صور الريف السعودي الفاتن..

وأنت مفتون بصوت البحر وهدير الموج وبصوت ناي الراعي تارة أخرى.

وتمضي أروع الأوقات متنقلاً؛ بين الجبل والسهل والبحر والشواطئ. وأروع الجزر.. تطربك أهازيج البحارة وفن لون الدمة.

في مساء ترى اكتمال البدر كيف يعكس على صفحة البحر لونه فتلمع الرمال والأمواج بشلا البحر بكل ألوان الطيف.

في صورة فاتنة من جمال حزم الضوء المنسكبة من القمر. وما تفرزه بعض الأحياء البحرية.. وستكون في القريب العاجل من أجمل الوجهات السياحية في المملكة.. وقد بدأت ربما.

لما تتمتع به من مقومات سياحة فريدة. وما تجده من دعم سخي من لدن القيادة الرشيدة أيدها الله.

وبرعاية ومتابعة حثيثة من سمو أمير منطقة عسير.

َولا يسعني في هذا المقال كأحد أبناء البرك إلا أن نزجي بالغ الشكر والثناء لسموه الكريم لما نرى ونلمس من سعيه الدؤوب المثمر في دفع عجلة الاستثمار َلكل ما من شأنه رفعة الوطن ورفاهية المواطن.

والشكر موصول للمحافظ وفريقه لما نشاهده من جهد طموح يصب في دعم الاستثمار وتذليل العقبات.

وكل ما نشاهده من زخم وخطوات يؤكد أن القادم سيكون مميزا ومبهرا يتخطى حدود التوقع، بإذن الله.