عندما تراقب المشهد من الخارج لا تملك رؤية دقيقة حول الأحداث التي تدار من دهاليز المنشأة، وبالتالي تتجلى تخمينات ربما لا تسير في جادة الصواب، تلك الحقيقة نلمسها وتظهر بكل جلاء من خلال المشهد الرياضي الذي بات مختلفا في رؤية المتطلع للآفاق الأمير محمد بن سلمان من منطلق سعيه لتحويل الرياضة إلى الصناعة لهدف وصول الأندية لاكتفاء ذاتي بالحصول على متطلباتها بهدف تقليل التبعية وتحقيق درجة أعلى من الاستقلالية في قراراتها ومواقفها، والاكتفاء الذاتي لا يعني بأي حال من الأحوال وقف أو قطع الجسور مع الجهات الأخرى، وإنما إعداد وتأمين شروط وظروف داخلية لتحقيق ربحية عبر قنوات تقسيم العمل لتنمية المدخول كما ونوعا. تلك الحقائق تجسدت بطريقة أو بأخرى في قالب العمل الذي يديره ربان البيت الأزرق الأستاذ فهد بن نافل وتعرفت على ذلك من توضيحه للاستراتيجية التي يسير عليها قالب العمل بالنادي والذي تجاوز أطراف الرياضة إلى آفاق اقتصادية أبعد، وبالتالي لم يعد الأستاذ فهد ثمة كادر عابر في مسيرة هذا النادي أو سطر بالتاريخ الأزرق بل أراد أن يُشكِل جُزءًا من العِنوان الكبير في المسيرة وباتت نجاحاته تسبق السنوات القليلة التي قضاها في هذا الكيان، والأكيد أننا عندما تعرفنا على الحقيقة لاحت كل تفاصيل التفوق وربما القادم يحمل مفاجآت سارة في وقت ما زالت أندية تعود للخلف لسوء إدارتها للمشهد، في حين رئيس الهلال متفرد ويجسد النجاح بكل أشكاله.

والأكيد كل هذه التحولات لا تحدث تلقائيا، ولا بد من بذل جهود مكثفة وحثيثة، وعلى كافة المستويات بالنادي، للوصول لهذا التميز والتفرد.

وما دام الحديث عن الرؤية وتعزيز النجاحات في جميع الرياضات فتلك الجوانب ستتحقق في دورة الألعاب السعودية التي تعد باكورة في الظهور غير أنها حضرت بقوة من خلال الإعداد لها والجوائز التي ستقدم لهدف إيجاد بيئة رياضية مثالية للتنافس ورفع مستوى قدرة التنظيم فضلاً عن اكتشاف مواهب جديدة، فتحية لوزارة الرياضة بقيادة الأمير عبدالعزيز بن تركي والأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية، وألف تحية لجميع الكوادر الرياضية باللجنة.