‏في كل يوم يفاجئنا الوطن بأخباره وقراراته الحكيمة، كان من ضمنها القرار الذي أصدره وزير الصحة بشأن تشكيل لجنة متابعة الادعاءات والمزاعم التي طالت ما يختص بالصحة النفسية وجوانبها المهنية في برامج التواصل الاجتماعي والإعلام، أكثر ما راق لي في هذا الخبر لدرجة أن أقول (الله وأخيرًا)، هو عودة مؤشر البوصلة نحو اتجاهه الصحيح بتغليب الجانب العلمي في هذه المرحلة، فالقادم لن يجامل لا الادعاءات ولا المزاعم التي تشيع الجهل والخرافات، خاصة وأننا في مرحلة حساسة وعصر يتسم بالسرعة العلمية التي لا تراعي ولا ترحم المتخلف عنها.

‏هذه الخطوة أتت أيضا لتعزيز الثقة أكثر بأصحاب الاختصاص وتوعية المواطن بالتحذير من المتسلقين على همومهم وأوجاعهم تكسبًا، خاصة وأن الكثير من هؤلاء المدعين تحولوا إلى التحذير والتشكيك في كل ما هو طبي وصحي لينشروا رسالة الجهل التي يدعونها بأشكال مختلفة، مرة على شكل مستشاري حياة أو مرشدين روحانيين أو كراقين، ومرة أخرى على هيئة منتحلين لمهنة الممارس الصحي.

‏وجود جهة رسمية تهتم بهذا الجانب يشير إلى أن الوعي أصبح عنوان المرحلة القادمة في تعزيز الصحة النفسية لأفراد المجتمع وتحسين جودة الحياة والارتقاء بالمجتمع فكريا عن الإيمان بفكرة: (تخيل أنك أسد.. حسنا أنت الآن أصبحت أسد)!.


‏وعن التمني وإطلاق النوايا، أو إخراج الزجاج من عيون المرضى، ومحادثة الجن بعد تلاوة الآيات القرآنية، والإساءة للدين الحنيف بهذه الممارسات التي نسبت له من باب التجارة والتكسب.

‏ما أتمناه حقيقة أن ترصد هذه اللجنة أيضًا الادعاءات والمزاعم وتوجيهها نحو الصواب، فالبعض من التوصيات التي يمارسها مدعو العلاج هي ممارسات حياتية لا شأن لها بحالة المريض صحيًا، كقراءة أجزاء معينة من القرآن بعدد محدد وساعة محددة أو كممارسة اليوغا أو التأمل التي لا تضر المريض بشكل مباشر إلا أن الاعتماد عليها دونًا عن العلاج الطبي يضر المريض ولا ينفعه.

‏وأن يتم أيضا هدم الشعارات والقصص التي أطلقها رواد الجهل لتخدير وعي المجتمع بعد محاولات من إدخاله في صراع مع كل ما يدعم العلم والبحث العلمي ويجره لطريق الجهل والتخلف.