لم يكن الإنجاز الذي حققه المنتخب السعودي لكرة القدم للشباب بعد فوزه على نظيره المصري وخطفه كأس البطولة العربية المنجز الوحيد، فالبطولة سايرها مكسب آخر يتمثل في براعة المدرب الوطني الكابتن صالح المحمدي بالانتصار على جميع المدربين الذين واجهوه رغم فارق الخبرة، وعرف الطريقة المثلى للسير بالأخضر الشاب إلى مرافئ المكاسب حتى وصل للقمة التي لا تتسع إلا للأقوياء، السعادة بتحقيق المنجز كانت مزدوجة بين انتصار الوطن وابن الوطن المدرب الصامت الذي يجيد الحديث وسط الميدان بعد أن يضع الحبكة المناسبة، شاهدنا منتخبا متميزا في كل شيء، وهذا بلا شك خلفه خبير يعرف سبر أغوار التألق ويحترم مهنته فاحترمه الجميع، بل إن المراقب لا يشعر أن هذا المدرب يوماً ما كان نجما في صفوف فرقة الأهلي وأحد العناصر المهمة في خارطة الأخضر السعودي، وسبق وأن حسم كأس الخليج التي أقيمت بالرياض بهدف لا ينسى، ما طرحته مجرد إرهاصات للتذكير، والأكيد أن تاريخ المحمدي عريض، ولا يمكن اختزاله في مقال عابر، ولكن تقليبا في بعض صفحات هذا النجم الذي لم يدخل يوماً في مزايدات على لاعب لتوجيهه لفريقه المفضل أو التركيز على عنصر معين لذات السبب ولأنه وضع أمامه النجاح كهدف وصله وبكل زهو ويكفي أنه أول مدرب يشرف على المنتخبات السعودية ويكسب نظيره المصري في نهائي، بمعنى اختصر المسافة وكتب التفوق السعودي بحروف وطنية فهنيئاً لنا بصالح والمستقبل ينتظره في تحقيق مزيد من المكتسبات.

أعود للصراع المحلي حيث لاح جدول دوري الكبار وأملنا ألا تتنامى الانتقادات من وضعية المباريات التي ننشد أن يدرء الناقل السلبيات التي حدثت في الموسم الماضي لنشاهد متعة في الأداء والعرض بعد متابعتنا لجاهزية الفرق حيث وضح ذلك في اللقاءات الودية وتحديداً الهلال الذي رسم أحلى سيمفونية في نزال الإسباني (الميريا)، ولا شك أن شعبية الزعيم أسهمت في فرض هذا النزال أيضاً حرص حارس القادسية الكويتي الدولي نواف الخالدي هو الآخر يؤكد تميز الهلال عندما طلبه للحضور في حفل اعتزاله.

بقي جانب مهم في قضية الاتحاد والنصر إذا كان صوت حمدالله حقيقيا مع حامد البلوي فيجب ألا يمر مرور الكرام من تنصت لتسجيل الصوت وقدمه لإدارة النصر كقرينة، الأمر الآخر وضعية رؤساء لجان الاتحاد وبعض العاملين فيه هي الأخرى تحتاج لأن تكون تحت ناظري الرئيس ياسر المسحل، لكي لا تتوسع دائرة الشكوك في القرارات التي تصدر.