تحولت زفة عرسان جازان إلى ممر شرفي لسيارة العريس، والتي تجوب الشوارع بعد فراغه من فرحة احتفاله، ومغادرته إلى الفندق أو المنزل، في عادة جازانية صامدة لم يغيرها الزمن، وتعد من الموروثات التي تتوارثها الأجيال، احتفاء بالعريس.

زفة شرفية

ما إن يهم العريسان بمغادرة قصر الأفراح بعد ليلة طربية يحتفي بها الأهالي والأصدقاء والأقارب والجيران بالعروسين، على أنغام المطربات داخل قصور الأفراح، حتى يتفاجآن بمركباتهم تحيط بهما وسط الشوارع، يشاركونهما الأفراح من خلال ضرب أبواق السيارات بشكل متساو بين المشاركين، والغطرفة، وترديد الأهازيج، والتي ترسم الفرحة على محيا العروسين، ورفع معنوياتهما، قبل وصولهما إلى مكان إقامتهما.

فرحة كبيرة

أكدت العروس وردة أحمد لـ«الوطن»، أن مشاركة الأهالي والجيران والصديقات، رسمت فرحة زواجها، مشيرة إلى أنها ليلة مخلدة تاريخية لا تنسى، مضيفة أن قربهن منها، وعدم مغادرتهن لها قبل وأثناء وبعد الزفاف، أزالت رهبة الزواج، وأن ذلك يعد عرفا شعبيا تتميز به جازان عن بقية المناطق.

ليلة تاريخية

بين العريس إبراهيم العقيلي أن منظر المركبات وهي تتوسط مركبته بالطريق أثناء المغادرة من القصر يعد منظرا تاريخيا، مشيرا إلى أن مشاركة الجميع فرحته من البداية إلى النهاية تسجل بمداد ذهب، وأن لسانه يعجز عن شكرهم لما غمروه من حب وسعادة ومشاركة فرح، وهذه إحدى عادات أبناء المنطقة التي تؤكد التكاتف والتلاحم في السراء والضراء، ومشاركة الأقارب والجيران والأصدقاء الأفراح والأحزان، والوقوف معهم دائما.

مواقف متجددة

أكد المستشار الأسري محمد عبدالسلام أن زفة العروسين تشهد مواقف متجددة، يشارك بها كل المقربين والبعيدين المدعوين، مشيرًا إلى أنها تهدف إلى زيادة الروابط الأسرية، وغرس المحبة، وتآلف القلوب، والتكاتف فيما بينهم، ونشر المصادقة الأخوية، والتي تعزز مبدأ التكافل المجتمعي.