يتوافد تجار وسماسرة أوروبيون ومن باقي قارات العالم التي تستهلك التمور إلى مهرجان تمور بريدة الذي تنظمه وزارة البيئة والمياه والزراعة وبإشراف من إمارة المنطقة، وذلك للاطلاع على محاصيل التمور وأنواعها والتي يبلغ إنتاجها السنوي نحو 300 ألف طن، وذلك بغية عقد صفقات يشترون بموجبها كميات من التمور عبر مسوقين ووسطاء يتم بموجبها تصدير آلاف الأطنان، حيث يحمل كل رجل أعمال المواصفات والمتطلبات التي تفرضها بلاده على واردات التمور، الأمر الذي سهّل تصدير التمور بشكل أفضل. تغليف محكم

ذكر إبراهيم الهدياني، وهو أحد مصدري التمور إلى الدول العربية، أن الأمر لا يتطلب سوى تغليف محكم، إضافة إلى جودة المنتج، وهذا أمر معتاد ومتوفر في تمور بريدة، على عكس الحال في التصدير إلى أمريكا، وبعض الدول الأوروبية، التي تضع شروطًا أشد.

إنتاج القصيم

يشكل الإنتاج الضخم لمنطقة القصيم من التمور رقمًا مهمًا في سبيل زيادة الصادرات السعودية من هذا المنتج الزراعي الوفير ذي الجودة العالية، إذ يبلغ حجم إنتاجها السنوي (300 ألف طن)، وهي تستعد لمضاعفة الإنتاج بشكل غزير خلال السنوات الـ5 المقبلة، بزيادة زراعة النخيل والعناية بجودة المحصول. وتتسابق مزارع القصيم للحصول على علامة التمور السعودية التي يمنحها المركز الوطني للنخيل والتمور للجهات التي استوفت المتطلبات الفنية والقياسية لسلامة الغذاء لتتوافق مع متطلبات الأسواق العالمية. وعلى الرغم من أن هذا الإنتاج الهائل من التمور يُعد ثروة وطنية، إلاّ أنه يشكّل هاجسًا مقلقًا للمزارعين الذين يتخوفون من أن تؤدي زيادة الإنتاج إلى تراجع الأسعار إلى أقل من تكلفة الإنتاج، وذلك إن لم يتم استثماره على الوجه الأمثل بفتح منافذ تسويقية على العالم وتسهيل تصديره من خلال شركات سعودية متخصصة على غرار الشركة السعودية للقهوة التي أطلقها صندوق الاستثمارات العامة في إستراتيجيته لتمكين القطاعات الواعدة في المملكة ومنها قطاع الأغذية والزراعة، وتعزيزًا لأهداف رؤية المملكة 2030 بتنويع مصادر الدخل، وتنمية الصادرات غير النفطية.

13 ألف مزرعة

تمكّن مزارعو منطقة القصيم منذ سنوات وعبر أكثر من 13 ألف مزرعة نخيل من سد الاحتياج المحلي من التمور بأنواعها، وتوجه كثيرون منهم إلى زيادة الإنتاج مع رفع مستوى الجودة وخفض التكاليف والعناية بطرق الري الحديثة للمحافظة على المياه الجوفية، حيث يقول مزارعون إنه «لا يمكن الجمع بين الزراعة بتقنياتها الحديثة والمتطورة وبين التسويق والتصدير والمبيعات والأمور المالية والاقتصادية إلا من خلال شركات متخصصة كل في مجاله لتكتمل المنظومة ويتفرغ المزارع لاستدامة الإنتاج وتعزيز الأمن الغذائي».

%40 من البيع داخل السوق

رغم ضخامة الكميات اليومية التي تستقبلها مدينة التمور في بريدة والتي تتراوح بين 1200 و 1500 سيارة وتصل في ذروة السوق بعد منتصف أغسطس إلى 2000 سيارة يوميًا محمّلة بأكثر من 2800 طن من التمور خلال مهرجان بريدة للتمور، إلّا أن ذلك لا يشكّل سوى 40 % من المبيعات السنوية التي تناهز 2 مليار ريال، حيث تعقد 60 % من الصفقات في المزارع مباشرة ومكاتب التسويق الزراعية وشركات الوساطة وغيرها. الأولى عالميا

تصاعدت وتيرة قيمة صادرات المملكة من التمور بشكل لافت منذ عام 2018 حيث بلغت 758 مليون ريال، بنسبة زيادة 8 % عن عام 2017 حتى احتلت المرتبة الأولى عالميًا من حيث القيمة إذ بلغت 1.215 مليار ريال خلال عام 2021 وهذا الرقم بحسب تجار التمور مؤهل للزيادة بشكل كبير في حال احتواء الكميات المهدرة وتسهيل عمليات التصدير وبث الوعي في إجراءاته وأساليبه بين المزارعين والتجار.

إشادة رسمية

قالت هيئة الصادرات السعودية -في بيان لها- إن مهرجان بريدة للتمور مهرجان مهم، ويستقطب بشهرته الغذائية وجودة منتجاته كثيرا من مستهلكي وتجار دول الخليج، والوطن العربي، والعالم.

ويتمثل نشاط المهرجان في استقبال إنتاج أكثر من 8 ملايين نخلة، يُنقل إلى ساحاته بواسطة 53 ألف مركبة. ليبدأ مشوار تجاوز أكثر من 33 ألف طن من التمور، يتم بيعها سنويًا عبر 10 ملايين عبوة من مختلف الأنواع.

مبيعات التمور %40 %60 داخل السوق بالمزارع

الصادرات السعودية من التمور:

2018 758 مليون ريال

نسبة الزيادة عن2017

8 %

2021= 1.215 مليار ريال

نسبة الزيادة عن2018

60 %