بعيدًا عن الطريقة الني تدار بها هيئة الإذاعة والتلفزيون والطريقة العملية المتبعة بها -وأتكلم هنا من واقع تجربة-؛ لكن من وجهة نظري لا توجد خطط إستراتيجية في صياغة المحتوى ومتابعة تنفيذه، وقياس جودة هذا التنفيذ، لأن هناك موظفين لديهم خلل معرفي، أو لا يؤمنون بفكرة أنهم أمام منافسة تجارية شرسة، وفي الحقيقة أن القنوات الرسمية لاشأن لها بالتجارة، إنما منبر رسمي لتمثيل الوطن، ووسيلة التواصل.
ثانيًا أنهم يحاولون التحسين بمجهودات شخصية نابعة من منظومة أفكار أيضًا شخصية، فتخيل معي أن من يبني أفكار برامجك شخص كان برنامجه المفضل بإمكانيات عام 1980 ميلاديًا.
ثالثًا وهو الأهم، سياسة الاستقطاب القديمة، بمعنى تستقطب شخصًا كان ناجحًا في صناعة منتج، وتأتي لتسلمه إدارة الإنتاج!، صناعة المنتج تختلف عن إدارة هذا الإنتاج، مجالان مختلفان، لكل منهما مهارات مهمة مختلفة، فإن جمعها هذا الشخص؛ نورٌ على نور، وإن لم يجمعها، فأهل الاختصاص كثر، والميزانية تسع الجميع.
لدينا الكثير مما يجب أن يعرض على قناة الوطن، التغييرات الثقافية والفكرية والإعلامية كثيرة جدًا، مثال بسيط المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال)، ليس لديه منبر مرئي، لماذا لا تخصص ساعة أسبوعية لطرح أفكارها، بمشاركة المهتمين في المجال وبضيوف متغيرين كل حلقة؟
نحن في عصر الصوت والصورة، حتى تنشر فكرة؛ يجب أن تجعلها مرئية ليتم تداولها.
أيضًا وكالة الأنباء السعودية، هي مصدر للأخبار الوطنية والعالمية المهمة، لماذا لا يوضع أستديو خاص بها، ووضع لوقو الوكالة بالأسفل، لأخبار يومية حتى وإن كانت نصف ساعة. أضف إلى ذلك، تطورات المشاريع والتغييرات الحاصلة، يمكنك متابعتها بفكرة تلفزيونية جميلة تبرز هذه الإنجازات، والبعد كل البعد عن الإسفاف بالطرح أو تعريب فكرة تلفزيونية أجنبية.
أخيرًا.. ما أراه لإعادة هيكلة محتوى القناة السعودية الأولى، يتمثل في مقولة «اللي تكسب به، العب به»، وبما أنها مصدر لكل تغيير وطني، فاصنع وحول كل مصدر معلومات في المجالات المختلفة، لفكرة مرئية.