كشفت نتائج دراسة جديدة نشرت في مجلة The Lancet Psychiatry إلى أنه خلافا للنظرية الحالية، فإن العلاجات الشائعة لاضطراب الاكتئاب الشديد، هي فعالة للمرضى الذين يعانون من صدمات الطفولة.

ومن المعروف أن صدمات الطفولة (تعرف على أنها إهمال عاطفي/ جسدي أو اعتداء عاطفي/ جسدي/ جنسي قبل سن 18) هي عامل خطر لتطوير اضطراب اكتئابي كبير في مرحلة البلوغ، وغالبا ما ينتج عنها أعراض تظهر في وقت مبكر، وتدوم لفترة أطول مع زيادة خطر الإصابة بالأمراض.

تقبل الاضطراب

توضح الأخصائية النفسية الدكتورة سوسن عبدالله أن أهم طريقة لعلاج المرضى بصدمات الطفولة هو تقبل الاضطراب الذي يصيب الصغير، وعلى الوالدين تقديم المساعدة، بالاستماع إلى حديثهم، وأيضا مساعدتهم على التعايش مع التجربة المؤلمة، وجعلهم يسردون كل ما حدث كي يستعيد الطفل سيطرته على عواطفه دون إجبار على الحديث عن كل شيء. وأحيانا يفضل الأطفال التحدث مع آخرين أكثر من الوالدين، خاصة أولئك المتخصصين الذين يساعدونهم على العودة إلى حالتهم الطبيعية، وتقليل الآثار الضارة عليهم جراء الضغط النفسي الذي تعرضوا له لمدة طويلة.

تاريخ الصدمات

لدى 46 % من البالغين المصابين بالاكتئاب تاريخ من الصدمات في مرحلة الطفولة، وبالنسبة لمن يعانون من الاكتئاب المزمن، فإن معدل الانتشار أعلى، لذلك من المهم تحديد ما إذا كانت العلاجات الحالية المقدمة لاضطراب الاكتئاب الشديد فعالة للمرضى الذين يعانون من صدمات الطفولة، وفقا للمؤلفة الأولى للدراسة، إيريكا كوزمينسكايت. فقد استخدم الباحثون بيانات من 29 تجربة سريرية للعلاج الدوائي والعلاج النفسي لاضطراب الاكتئاب الشديد لدى البالغين والتي تغطي 6830 مريضا كحد أقصى. من بين المشاركين، أبلغ 4268 أو 62.5% عن تاريخ من الصدمات في مرحلة الطفولة. وقد أجريت معظم التجارب السريرية في أوروبا، تليها أمريكا الشمالية. تم تحديد مقاييس شدة الاكتئاب باستخدام (Beck Depression Inventory (BDI أو مقياس تصنيف هاملتون للاكتئاب (HRSD).

دراسات سابقة

لقد أشارت الدراسات السابقة إلى أن البالغين والمراهقين المصابين بالاكتئاب وصدمات الطفولة كانوا أكثر عرضة بنحو 1.5 مرة لعدم الاستجابة بعد العلاج الدوائي أو العلاج النفسي أو العلاج المركب من أولئك الذين لا يعانون من صدمة الطفولة.

هذه الدراسة هي الأكبر من نوعها للنظر في فعالية علاجات الاكتئاب للبالغين المصابين بصدمات في مرحلة الطفولة، وهي أيضا أول دراسة لمقارنة تأثير العلاج النشط مع حالة التحكم (قائمة الانتظار، أو الدواء الوهمي، أو الرعاية كالمعتاد) هؤلاء السكان.