منذ اختراع الهاتف الذكي المحمول، والعالم أصبح بين يديك، أي معلومة ترغب بها بضغطة زر، وأي بلد ترغب بمعرفة معالمه وثقافته وأحواله بضغطة زر، تزور الكرة الأرضية افتراضيا بضغطة زر.

واقع افتراضي أكثر تواصلاً وتأثيراً من الواقع الحقيقي، كل شيء أصبح بين يديك وكل شيء عنك بين يدي الشركة، التي تقدم لك تلك الخدمة.

الشركات التي تتصدر المشهد حالياً هي مجموعة جوجل منها اليوتيوب، والبرامج الأخرى تويتر وفيس بوك وانستجرام وسناب شات، وجميعها شركات أمريكية، بينما الصاعد حديثاً برنامج تيك توك شركة صينية وتنافسها بقوة، ولا توجد أي برامج تنافس تلك الشركات محلياً الى هذه اللحظة.

ويبقى السؤال قد تكون سياسة الخصوصية وشروط الاستخدام لتلك البرامج في لحظات مختلفة تفتقد للإنصاف، ما بين آراء تُحذف وأخرى يتم دعمها من قبل تلك الشركات والبرامج. شعرت يوماً بأن بعض الإعلانات لديهم هي عبارة عن ترويج، لما قد لا ترغب بظهوره أثناء تصفحك للتطبيق، ومع ذلك لايحذفونها، وأحياناً أخرى قد يزيلون أي رأي من صور أو فيديوهات أو حتى حملات، تدعم قضية معينة وتُعبر عنها، وقد ينافي سياسة الخصوصية وشروط الاستخدام لتلك البرامج، حسب بعض تفسيراتهم، هل يوجد بديل محلي؟

قد يكون الجواب لا، ولكن مثل هذه الأفكار للتطبيقات هي الوسيلة، التي تجعلك متفوقاً ومتحكماً بالرأي العام المحلي وربما العالمي، وتوجهك لما ينبغي عليك التفاعل معه، وما لا ينبغي عليك قوله، ولماذا لا توجد محاولة إصدار برامج محلية بمثل هذه الخدمات الإلكترونية، وتدر أرباحاً تساعد الاقتصاد وتمثل قوة ناعمة.

اليوم التسويق الإلكتروني والتطبيقات هي التجارة الأقل تكلفة والأكثر ربحاً، وكل ذلك عن طريق الشبكة العنكبوتية المتاحة لنا جميعا، الإنترنت حيث العالم بين يديك، وكل شيء موجود في الهواتف الذكية.

سؤال طالما بحثت عن إجابه له ولم أجد، متى تكون لدينا برامج محلية تنافس هذه الشركات، التي ربما تفوقت بشكل سريع؟ على الأقل نحاول اللحاق بها ومنافستها في تطبيقات التواصل الاجتماعي، لأنها قد ترجح كفة مرشح منتخب على آخر، وعلى سبيل المثال الحادثة الشهيرة عندما كانت هناك انتخابات في كثير من الدول، نرى أن شبكات التواصل الاجتماعي، تحذف حملات وتدعم أخرى وتميل إلى مرشح دون غيره.

الاحتكار اليوم ليس فقط بالتجارة الواقعية، بل حتى الآراء يتم احتكارها في تلك التطبيقات والشركات، تلك هي الحقيقة وذلك هو الواقع.

ينبغي أن تكون هناك برامج تواصل اجتماعي وتطبيقات إلكترونية محلية، تنافس تويتر وانستجرام وفيس بوك، وحتى العملاق جوجل ويوتيوب محلياً، ويكون مقرها في بلداننا.

اليوم تُبنى الاقتصادات والنجاحات والأرباح المادية العالية بفكرة تطبيق وبرنامج تواصل إلكتروني، أصبحت هي النجاح الاقتصادي الجديد والقوة الناعمة التي تستخدمها أكثر دول العالم الراغبة بالنجاح.

نتمنى أن نصل يوماً الى مثل هذه النجاحات في إنشاء تطبيقات إلكترونية محلية، بمثل تلك المواصفات والخدمات، فأن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً، فكرة ربما تغير الكثير وتصنع الفارق والتقدم.