لنأخذ مثالًا واحدًا على أحد المعارض العالمية المشهورة جدًا، ثم نعرج على أمرين وهما كيف نحسن جودة صناعة المعارض لدينا، والأمر الآخر الفوائد المباشرة وغير المباشرة من إقامة هذه المعارض. المثال هو معرض «إكسبو» وهو معرض عالمي ضخم ومهم وشامل نظرًا لحجم هذا المعرض وأهميته ومكانته وتاريخه وشموليته فهو يستمر 6 أشهر متواصلة، يسبقها عمل وتحضير يستمر من سنتين إلى 4 سنوات.

بدأ أول معرض إكسبو في العالم في لندن عام 1851 أي قبل 170 سنة، وكان يسمى بالمعرض الكبير ثم تنقل كل 5 سنوات من بلد إلى آخر، وقد ظهرت به العديد من الاختراعات العالمية (40 ابتكارًا) ومنها العربات التي تسير بالوقود والهاتف والمصاعد الكهربائية ووسيلة النقل الترام وغيرها من الابتكارات.

ولأن المملكة العربية السعودية تستهدف استضافته في عام 2030 فإننا سنأخذ لمحة عن «إكسبو دبي» لقربه مكانيًا وبيئيًا، حيث أقيم في الأول من أكتوبر 2021 حتى نهاية شهر مارس 2022 (كان من المفترض أن يقام في سنة 2020 ولكن تم تأجيله بسبب جائحة كورونا). وقد كلف الخزينة الإماراتية قرابة 7 مليار دولار واستمر المعرض لمدة 182 يومًا زاره قرابة 23 مليون شخص منهم 80 من قادة دول العالم، وشارك فيه 190 دولة وضم العديد من الفعاليات المصاحبة سواءً في مجال الغذاء والمطاعم، الاختراعات، الألعاب، الصناعة، الأجهزة، الترفيه، الآلات، المعدات، الملابس، الاحتفالات والمسابقات وغيرها.

وقد أدخل على خزينة الإمارات 23 مليار دولار تقريبًا أي ثلاثة أضعاف المبلغ الذي صرف عليه، لذا يجب أخذ هذه التجربة بعين الاعتبار والاستفادة من حسناتها وتلافي الأخطاء، والعمل على إضافة تجارب وفعاليات وأنشطة لم يضفها أحد قبلنا، ولعل من أبرزها ترتيب زيارة للحرمين الشريفين للزوار المسلمين من باب الجذب والتشجيع.

وبالنظر إلى فوائد صناعة سياحة المعارض فهي عديدة وأكثر من أن يحصرها مقال، وسنذكر بعضها، وحتى تتحقق كل هذه الفوائد وغيرها لابد من عمل جبار مضن طويل جاد لتحسين هذا القطاع وجعله قطاعًا منافسًا جاذبًا، فمنها:

تحقيق الدولة مداخيل مالية من خلال الرسوم والضرائب والمقابل المالي للخدمات وغيرها.

تحريك الاقتصاد حيث إنها تدعم عدة قطاعات بشكل مباشر وغير مباشر (أكثر من 12 قطاعًا).

ضخ الأموال في العديد من القطاعات.

جذب المستثمرين العالمين لأنهم سيحاولون اكتشاف الفرص الاستثمارية في المملكة العربية السعودية والتعرف عليها عن قرب

منح السعودين الفرصة للتعرف على التجارب العالمية والاستفادة منها ونقل وتوطين التقنية.

إيجاد وظائف للمواطنين

لفت الأنظار للاستثمارات عالميًا في السعودية.

تقوية العلاقات مع الدول الأخرى من خلال فتح الأسواق لها مما يجعل المعاملة بالمثل.

فتح المجال لرجال العمال السعوديون لمقابلة نظرائهم من دول عدة والتحاور معهم واكتشاف فرص التعاون والعمل المشترك

ولتطوير صناعة المعارض وجعلها سلسة وعملية لابد من عدة أمور منها:

جذب الشركات ذات التجربة والخبرة المشهود لها في صناعة المعارض العالمية.

تهيئة الخدمات (مطارات، تأشيرات، نقل، إقامة، فنادق قريبة، سياحة مصاحبه، تعريف بالسعودية، حافلات نقل للمعارض والأسواق الشعبية، جولات تعريفية بالبلد).

إقامة مكتب في المطارات الدولية السعودية لخدمة سياح الأعمال وإرشادهم.

خط ساخن ساعة 24 لخدمتهم، وانترنت سريع للتفاعل معهم.

جذب المعارض العالمية المهمة.

التعريف عالميًا بصناعة المعرض السعودية ومواعيدها وأنواعها.

تدخل الدولة بقوة لدعم جذب المعارض الدولية للسعودية من خلال الإغراءات والمزايا العملية

تدريب شباب سعودين مختصين في خدمة هذا القطاع.

ختامًا المهم أن تبدأ وتراقب وتراجع وتعدل وأن نكون أكثر جرأة وديناميكية لنضع وطننا في مكانته التي يستحقها على بوصلة الأعمال وبوصلة صناعة سياحة الأعمال، ويا جماعة: اكسبوا «إكسبو»!