يُعد المعلم حجر الزاوية في العملية التعليمية، فعليه تعقد الآمال وعلى يده تبنى الأجيال، فهو الصانع الحقيقي لهم يعلمهم ويوجههم، ويكسبهم خبرات جديدة ومواقف حياتيه إيجابية مختلفة، ويزرع فيهم حب الوطن وقيادته وينير لهم الطريق؛ ليعبر فيهم نحو المستقبل، حتى يكونوا مشاركين فاعلين مساهمين في بناء أوطانهم، مدافعين عنها بالكلمة والروح، ومخلصين لقيادتهم.

فالمعلمون يقضون جل وقتهم مع طلابهم، وبهم يتأثرون من جميع النواحي، فهم دون شك لطلابهم حصن وقاية من الأفكار المنحرفة والهدامة، يقربونهم من الخير ويبعدونهم عن الشر؛ اقتداء بهدي النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، الذي أمر بذلك.

ومن هنا أولت الدولة- أيدها الله- اهتمامًا خاصًا وملحوظًا بالمعلمين منذ تعيينهم حتى تركهم العمل، فلهم تعقد الدورات التدريبية، وورش العمل، والمؤتمرات والمشاركات الدولية التي تصقلهم، وتجعلهم قادرين على مواجهة التحديات التي تواجههم في الميدان، حتى يكون على قدر من العلم والمعرفة ومؤهلا تربويًا وعلميًا وعمليًا.

ويأتي هذا الدعم اللامحدود من القيادة الحكيمة حفظهم الله- إيمانًا منهم بدور المعلم الحيوي الذي يقوم به، فهو منطلق تحقيق رؤية المملكة الطموحة 2030.

فالمعلم هو الشمعة التي تضيء الطريق، ولا يغفل أحد دوره الكبيرة؛ لذلك يجب علينا كمجتمع أن نظهر دوره الكبير الذي يقوم به، ونتحدث به أمام أبنائنا، ونجله تقديرًا ونكرمه، وحتى إن حصلت من المعلم هفوة يومًا على أحد الطلاب وجاء الابن شاكيًا لأبيه فينبغي أن يخاطب الوالد ابنه قائلًا: هذا معلمك ويجب أن تحترمه وإن كان الوالد غاضبًا من تصرف المعلم فلا يظهر ذلك الغضب أمام الابن حتى يعرف الطالب أن للمعلم دورًا كبيرًا.

ولا ضير أن يذهب الوالد في اليوم التالي للمدرسة لمعرفة الأسباب والجلوس مع المعلم ومناقشته حول الموضوع الذي حصل، فبهذا الطريقة يدرك الطالب مكانة المعلم ويزداد تقديرًا واحترامًا من جانب الطالب ويعرف أن الأسرة كلها مع المعلم حتى يبقى ذا هيبة ومكانة في المجتمع، ومن هنا تختفي بعض المظاهر التي تحاول النيل من المعلم ومكانته.

كما أن للإعلام دورًا مهمًا في إبراز دور المعلم وأهميته، ودعمه حتى يؤدي رسالته على أكمل وجه. فينبغي ألا يقتصر دور الإعلام فقط في يوم المعلم العالمي ويتوقف؛ بل يجيب أن يتجاوزه إلى أبعد من ذلك، وأن تكون هناك لقاءات مع المسؤولين، وغيرهم مع إنتاج مقاطع الفيديو التي تبين أهمية المعلم ورسالته السامية التي يقوم بها، والتي بسببه تعمر الأوطان.

وأنت أخي المعلم عليك رسالة كبيرة، وأمانة عظيمة، يجب أن تقوم بهذه المهمة على أكمل وجه، وألا يتوقف دورك على إلقاء الدرس وتنصرف؛ بل يجب عليك أن توجه أبناءك الطلاب توجيهًا صحيحًا، وتشعرهم بأنك لهم بمثابة الأب الذي يسعى لمصلحة أبنائه.

ساعد من يحتاج إلى المساعدة التعليمية، واجعلهم لا يرون منك إلا طيبًا وحلمًا وصبرًا وتشجيعًا حتى يقتدوا بك، ويتعلموا منك الأخلاق الفاضلة التي تسعى لتحقيقها في طلابك، وتحقق غايات المملكة وأهدافها من عملية التعليم والتعلم.

اعلم أخي المعلم أن «معلم الناس الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر» (حديث صحيح).

ومضة....

لا ترتقي المجتمعات إلا من خلال التعليم والتعلم، وحامل لواء هذه الرسالة هو المعلم، فاحرصوا على دعمه وتقديره وإعلاء مكانته حتى تتحقق الأهداف المرجوة ونحصل على نواتج تعلم يشار إليها بالبنان.