لا شك أن ذكرى البيعة التي تعود علينا في هذا الوقت من كل عام، تجدد في النفس الفرح، وتعزز العلاقة الإيجابية بين الشعب وقيادته، وتملأ القلوب اعتزازا بالإنتماء لهذا الوطن، وتجدد فينا العزم على العمل من أجله حبا وولاء وانتماء للأرض وللقيادة الغالية.

ولا شك ايضا أن التهاني والتبريكات التي تملأ صفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي هي تعابير فرح تنقل للآخرين قوة ومتانة العلاقة بين القيادة والشعب وهي تعتبر أبسط أنواع التعبير التي لا بد أن لا نقصر بها.

ولكن.. ومعها لا بد أن يرادفها تعبير من نوع مختلف يجب أن نمارسه بشكل أكثر كثافة..

تعبير يبدأ بسؤال يسأله كل منا لنفسه.. وكل أب وأم لأبنائه.. وكل معلم ومعلمة لطلابه..

ماذا تعني لك البيعة..؟ وهل هناك مسؤولية تعاهد نفسك وقيادتك ووطنك على القيام بها على أكمل وجه مع ذكرى البيعة كل عام..؟

البيعة تعني أن يعود ذكراها كل عام باستحضار عميق لمكانتي كمواطن سعودي لدى قيادتي، والفرح بولاة أمر مصلحة المواطن وأيضا المقيم عندهم فوق كل اعتبار، وبتفكيرهم الذي لا يتوقف.. وعملهم الدؤوب من أجل نماء شامل في كل المجالات يضع اسم المملكة العربية السعودية على صدارة لوحة التأثير والقوة العالمية، ولتحقيق تنمية مستدامة تحقق جودة حياة لكل من يتنفس هواء هذه الأرض الطيبة.. وهذا يجعل ذكرى البيعة تعود على المواطن بولاء أكبر للوطن.. وإيمان أعمق بالله ثم بالقيادة.. وبالحمد والشكر على نعمة كوننا سعوديين نتمتع بكامل حريتنا وحقوقنا -خاصة نحن النساء-، وبجودة حياة يتمناها كثير من شعوب دول أخرى.

هذا الولاء والانتماء يأتي حاملا معه مسؤولية كبيرة تجاه هذا الكيان العظيم.. مسؤولية تجعلنا سفراء له بأخلاقنا وإنجازاتنا وتميزنا.. وحتى في صدق تعبيرنا الذي يجب أن يكون صادقا نقيا لا مستنسخا حتى وإن كان تعبيرا بسيطا إلا أن صدقة سيكون له أعظم الأثر ونحن نكتب عنه ونرسل التبريكات عبر وسائل التواصل المختلفة.. ولاؤنا الكبير يحملنا أيضا مسؤولية تجعلنا جنودا له أياً كانت ظروفنا وأعمالنا، وأينما كنا.. سواء داخل الوطن أو خارجه للعمل أو الدراسة أو السياحة أو حتى العلاج.. لا نسمح بما يسيئ له ولا نرضى أن نكون عن جهل منا جنودا عليه بدل أن نكون جنودا له، خاصة في مواقع التواصل، التي يجب أن نستخدمها بوعي يجعلنا لا ننساق وراء الإشاعات والأكاذيب بلا وعي.. ولا نكبر دوائر الماء التي تتكون من رمي الحاقدين لحجر الفتنة في مياة الحقد الآسن على هذا الوطن العظيم.

ذكرى البيعة هي المشاعر الجياشة التي تمطرها القلوب حبا غزيرا يتساقط زخات من ولاء وانتماء وإخلاصا للوطن وقيادتة.. حبا تفيض على إثره سيول يزهر بها النماء والازدهار والعمل والإنجاز وذكرى البيعة هي البستان المزدهر خصب المشاعر الذي نبذر فيه كل نوايا الخير تجاه وطن البركة والخير والنماء.