ذات مساء من مساءات الشرقية العامرة، والحديث يدور عن الأعمار، انطلقت تلك الكلمة القصيرة في مبانيها، العظيمة في معانيها، كان مفادها «لا يُهم كم يكون عمرك حين تموت، المهم ماذا فعلت في ذلك العمر»، وبالطبع أشعلت تلك المقولة نقاشًا لم يحسمه إلا صوت مُضيفنا الكريم، حينما أطلق تلك «النحنة» العظيمة في إشارة إلى أن نقاشكم لا طائل منه، والوقت قد تأخر، فهلا أكرمتمونا بمغادرتكم، وقد كنت أولهم خروجًا وأنا أتمتم في نفسي.. العمر بالأعوام واسألوا أبناء التسعين والسبعين.

لكنني اقتنعت قبل مدة قصيرة -وعلى غير العادة- أن 3.650 قد تعطيك 10ملايين وربما عشرات الملايين، حينما انطلقت جولة مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية «مسك» في المنطقة الشرقية، لتؤكد أن الأثر أهم بكثير من مرور الأعوام وتصرم الأيام لصناعة نجاحات في قطاعنا غير الربحي، وإلهام شبابنا لإطلاق طاقاتهم الكامنة، وقدراتهم المميزة، حفلٌ بهيج، قتل ببساطته وبلاغته مظاهر الزيف التي تكتنف الكثير من احتفالات بعض المؤسسات، وزينه حضور سمو أمير المنطقة الشرقية، حينما صدحت في مستهل المادة المرئية كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أيده الله-، ثم عرجت تلك المادة على مسيرة مسك العطرة، واختتمتها بكلمات مؤسس هذه المؤسسة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أطلق الشرارة التي قادت مسيرة المؤسسة لتكون اليوم منظومة متكاملة من المبادرات التي تخدم تطور قطاعنا غير الربحي، وتلهم شباب بلادنا لتحلق إبداعاتهم في مختلف الميادين.

لا يمكن وصف مسيرة مسك بكلمةٍ واحدة، إلا أن الكلمة الأوفى التي قد تصف الصورة الكبرى لها هي «الإلهام»، حينما ألهمتنا مسك، وأكدت لنا أن 3.650 يومًا من الإلهام والشغف والعمل الدؤوب، تخلق أثرًا يتجاوز في قيمته المعنوية عشرات الملايين من الريالات، تدفع بالشباب نحو التفاؤل بالمستقبل، وتعزز حضورهم في مختلف المنتديات الثقافية، وتؤهل قادة المستقبل، وتضع أسس وقواعد التمكين لتلك الأجيال، عبر مسارات متنوعة ومبادرات قيمتها الاستدامة، تلمس تلك القيمة في جولتك على أركان المعرض، وأنت ترى وجوه المشاركين واندماجهم في ورش العمل المتنوعة، وأنت تتحدث مع منسوبي مسك الذين يوجزون في الوصف ليشوقوك إلى الاستمتاع، في تركيبةٍ متفردة لا تجدها إلا في فعاليات مسك.

لذلك، علمتني مسك أن العمر رقم، والإنجاز عمر، ولابد للأثر أن يمتد، وللتمكين أن يستمر، لنصنع إلهامًا يشعل الدروب لجيل اليوم، وأجيال الغد، ويكون عقد مسك «ماضٍ للمستقبل»، فقد علمتنا مسك أن 3.650 يوماً من الشغف، تجلب لك 6 ملايين مستفيد، والإلهام لفعل الصواب وتحديّ الصعاب.

ولأن «مسك» لا تعرف للمستحيل طريقًا، أقامت قبل أيام مؤتمرها العالمي لتواصل ريادتها، وتعظم أثرها.