عند البدء بكتابة أي تغريدة في منصة تويتر، يواجهنا سؤال الاستنطاق التقليدي (ماذا يحدث؟)

لكنه في يوم الثلاثاء 22 من نوفمبر 2022 تخطى بإجاباته فكرة الاستنطاق أو الاستجواب،

ليحدث حالة من العصف الذهني العالمي، ما بين فرحة وذهول وفخر، بعد فوز منتخبنا السعودي على المرشح الأول لبطولة كأس العالم منتخب الأرجنتين، وحالة من التكاتف الخليجي والعربي والعالمي البهيج بهذا الحدث في الوقت الذي كان قد بدأ فيه هاشتاق ‫#وداعًا_تويتر‬ قد بدأ يتصدر عالميا، إنذارًا بعدم مقدرة تويتر على مواكبة أحداث كأس العالم في قطر، بعد الإقالات ونقص الموظفين والافتقار إلى الاستعدادات لهكذا حدث.

أتى فوز المنتخب السعودي كحدث لبداية تاريخ رياضي جديد بهاشتاق ‫#السعودية_الارجنتين‬ ليمحو هاشتاق توديع تويتر، ويصنع حالة من السعادة، ما زال انعكاسها وتفاعلها حدث يروى ويشاهد على برامج التواصل الإلكتروني كافة، التي امتدت لتصنع رقمًا قياسيًا في تويتر بمعدل 20 ألف تغريدة في الثانية خلال 24 ساعة تلت فوز المنتخب السعودي. حصول مثل هذا الحدث الكروي لم ينعكس على برامج التواصل الإلكتروني فقط، بل امتد ليغذي الآمال والطموح والتحديات في مسارات الأهداف الحياتية المختلفة، كنموذج يحتذى في الإصرار والثقة بالنفس والعمل بروح الفريق الواحد.

الأروع أيضًا هو استشعار طعم الوحدة والتكاتف العالمي الذي لم نكن لنشعر به لولا هذا الانتصار المشرف، صحيح أنها لعبة لكنها أشعرتنا واقعيًا بمعاني وجدانية ضاعفت من اعتزازنا بقيمة الوطن، وواجبنا نحوه بالتكاتف والتشجيع والدفاع والتفاعل الإلكتروني الذي يعتبر هو الآخر أحد أدوات قياس تفاعل الشعوب ومعرفة اهتماماتها وإبراز هويتها وثقافتها.

أخيرًا المنافسة في كأس العالم أصبحت تتخذ مسارًا يتعدى حضور الجمهور الكروي للملاعب فقط، إلى مسارات جديدة تضم المشجعين خارج نطاق الملعب بالقياس والإحصائيات من خلال المنصات والروبوتات والذكاء الاصطناعي وباعتبارات لا تقل أهمية عن الحضور والمساندة داخل الملعب.