أشرف على تأسيس المركز الإعلامي بأبها وإطلاق باكورة أعماله في الربع الأول من عقد التسعينيات الميلادية علي آل عمر عسيري ــ رحمه الله ــ ليصبح ملتقى لزوار مركز الملك فهد الثقافي وضيوف المنطقة والوفود الطلابية بمختلف مراحل التعليم، ولا يكاد يمر يوم دون عرض للمواد الصوتية والمرئية مسبقة التسجيل وتوزيع الصور، والكتيبات، والخرائط التي تحكي ملامح تطور عسير والمعطيات الحضارية في مناطق المملكة والتعريف بأماكن الاصطياف ومواقع تنفيذ برامج التنشيط السياحي، إضافة إلى مد جسور التواصل مع الإعلام والمجتمع.

وبعد مباشرة علي آل عمر ــ رحمه الله ــ عمله مديرًا لمحطة تلفزيون أبها أشرف على إدارة المركز في أوقات مختلفة كوكبة من الإعلاميين، ومنهم المذيع خالد بن محمد اليوسف ــ رحمه الله ــ ومساعده الإعلامي محمد بن أحمد أبو عشي، المذيع عبدالله بن عبدالرحمن الزيد ــ رحمه الله، الإعلامي خالد بن سعيد العُمري، وساعده عبدالله يحيى عسيري وعلي بن عيسى ــ رحمه الله ــ وفي بعض المواسم الصيفية تم تكليف مدير مكتب المطبوعات بأبها حمد بن علي الدوسري بالإدارة، وينوب عنه إبراهيم بن أحمد سلامة، كما أشرف مؤقتا على إدارة المركز المحامي الأديب أحمد ثابت عسيري وله جهود تُذكر فتُشكر من أبرزها تصنيف المكتبة ووضع أول سجل للزوار والتجهيز لمسرح صغير وأولئك جميعًا عملوا بكل إخلاص وساهموا في زيادة النشاطات من خلال نقل رسائل إعلامية مباشرة لزوار منطقة عسير وتزويدهم بالكتيبات وبرامج التنشيط السياحي والإجابة على الأسئلة المتعلقة بالمواقع الأثرية والتاريخية وإقامة المحاضرات في النادي الأدبي وتنظيم المؤتمرات الصحفية.

أما إذاعة المملكة العربية السعودية فبدأت نشاطاتها في عسير قبل نصف قرن من الآن، وأول مراسل إذاعي متعاون متجول في أبها محمد بن عباس السحلي، وهو رجل إعلامي بالفطرة وقارئ نهم منذ نعومة أظفاره، وكانت له مشاركات صحفية رائعة عن المنطقة خاصة في مجلة اقرأ، وهذا انعكس على نجاح رسائله الإخبارية الإذاعية اليومية بمشاركة رفيق دربه الشاعر الإعلامي أحمد بن عبدالله عسيري، لكنهما لم يستمرا إلا فترة قصيرة لأسباب خاصة ليتسلم مهمة المراسل الإذاعي جمال بن مصطفى السحلي زميلي في الدراسة الثانوية ومدير مكتب صحيفة عكاظ بأبها آنذاك.

ويتميز جمال بالثقافة والذكاء وموهبة فن العلاقات العامة التي لا يجيدها إلا القليل من الناس، وهذا ما جعله خلال ثلاثة أعوام يبعث ما يزيد على ستمائة رسالة صوتية عن طريق الهاتف بتشجيع من مدير عام الإذاعة آنذاك محمد العثمان المنصور تمحورت حول أخبار المنطقة والمشروعات المنفذة والمناسبات الرسمية، وكان الناس يتابعون عصر كل يوم برنامج من «أرجاء الوطن» وينقلون في المساء إلى أصدقائهم وجيرانهم ما سمعوه من بشائر التنمية.

ويشاء الله أن يتم تعيين هذا المراسل مديرًا عامًا للاتصالات بمنطقة عسير ليحقق نجاحات وإنجازات مثلما تفوق في عمله الصحفي الإذاعي بوسائله الثلاث القلم والهاتف والكاميرا، وأحيانا اللاقط الصوتي.

وفي عام 1398هـ تم إنشاء المرسلة الإذاعية في المحالة بأبها لتقوية بث الإذاعة الأرضي من خلال موجات AM و FM وتعاقب على إدارتها كفاءات إدارية فنية ومنهم صالح بركات، علي بن محمد عدوس، إبراهيم بن صالح الغامدي، حسن بن محمد حوذان، أحمد بن عبدالله عوضة، أحمد بن سويد الزهراني.

وعينت الإذاعة في أواخر الثمانينيات الميلادية يحيى بن محمد آل سالم ــ رحمه الله ــ مراسلًا متعاونًا للبرنامجين الأول والثاني، واستمر سنوات بذل فيها جهودًا طيبة.

وفي عام 1430هـ أنشأت الإذاعة أول استديو بمدينة أبها، وتم تجهيزه بأحدث وسائل الاتصال وتابع خطوات تأسيسه وإطلاق المشاركات اليومية واللقاءات والأخبار الإعلامي المذيع سعيد بن سعد بن مشهور، وتصاعدت وتيرة العمل الإذاعي في استديو عسير خلال العشرة أعوام الماضية وحتى اليوم من خلال التغطيات للمناسبات وحزمة البرامج والتقارير المباشرة والمسجلة وفي مقدمتها الوطن هذا الصباح، الهوى سعودي، سهرة من أبها، صيفنا أخضر، ويشارك مشهور المذيع عبدالله العرافي ومذيعتين متعاونتين هما سامية البريدي ونورة عسيري.