تضطر أحيانًا إلى أن تأكل وأنت لست بحاجة لذلك! لكنك لا تنسىى.. كم هو مزعج ألا تأكل حينما تجوع، وكم هي متعبة نصائح ذلك الطبيب، دواء قبل الأكل بساعة، أو بعده بساعتين، او مع الطعام، أو بعده مباشرة!

ماذا لو كنت جائعًا ولم تستطع أن تنتظر ساعة بعد تناول الدواء؟ هل بالفعل سيؤثر ذلك في فعالية العلاج، أو إنه مجرد ( كلام دكاترة)!

أصعب شيء في حياة أغلب الناس الالتزام بالوقت، فكيف إذا كان توقيت علاج وطعام في الوقت ذاته، على المريض مراعاة فارق التوقيت بين علاجاته وطعامه، لأن تداخلها وتفاعلها سويًا يؤثر في فعاليتها، بعضها يقلله وآخر يرفع مفعوله فيزداد احتمال حدوث الجوانب تأثير سلبية له، لذلك يختلف مفعول العلاج من شخص إلى آخر، حسب عمره، نمط حياته، طعامه، اأمراضه، وعلاجاته الأخرى.

تحدث غالبية التفاعلات الدوائية الغذائية، بسبب التغيرات التي يسببها الغذاء أو نوع الطعام في التوافر البيولوجي للدواء (bioavailability )، تشمل الآثار الجانبية الرئيسة لبعض الأنظمة (الغذائية) في الأدوية، التغيير في الامتصاص بواسطة الأنظمة الغذائية الدهنية والغنية بالبروتين والألياف، كذلك، قد تقلل الاستجابة الفسيولوجية لتناول الطعام، خاصة إفراز حمض المعدة، أو تزيد من التوافر البيولوجي لبعض الأدوية.

فاكهة ( الجريب فروت) او عصيرها مثلاً، لا يُنصح بها للمرضى الذين يتناولون علاجات نفسية لأنه يزيد تركيزها في الدم، كذلك مخفضات الكوليسترول، والعلاجات الخاصة بتنظيم دقات القلب وبعض علاجات ضغط الدم، بالطبع يعتمد تأثير العصير أو الفاكهة حسب الكمية والوقت، وبالنسبة للأشخاص الذين يتناولون علاجًا للتشنجات يُنصح أن يكون هناك فاصل زمني لا يقل عن ساعة قبل أو بعد العلاج لتناول هذه الفاكهة، لأنها تؤثر في تركيز العلاج بالدم.

علاجات السيولة ومنع التجلطات، التي تؤخذ عن طريق الفم لا يُنصح بإعطائها مع أطعمة غنية بالبروتين لأن ذلك يعيق عملها ويقلل من كفاءتها، وأيضًا تناولها مع بعض الخضروات الغنية بفيتامين k يقلل من مفعولها، مثل البروكلي، واللفت والبقدونس والسبانخ، بينما الزنجبيل يزيد من مفعول علاجات السيولة وممكن يزيد من معدل السيولة.

الهرمون التعويضي في حالات قصور الغدة الدرقية يجب أن يُؤخذ على معدة فارغة، ويجب الامتناع عن الطعام والمشروبات مثل العصيرات والقهوة والشاي لمدة ساعة بعد تناولها، ذلك لأن الطعام يقلل من امتصاصها ومفعولها وبالتالي لن يستفيد المريض منها، وسيعاني من تبعات نقص هرمون الغدة الدرقية.

يجب عدم تناول المضادات الحيوية مع الألبان ومنتجاتها، لأنها تقلل من امتصاصها، وبالتالي من فعاليتها، لذلك لا يُنصح بأي شكل من الأشكال بوضع المضاد الحيوي للصغار مع الحليب، لتسهيل تناوله.

مضادات الالتهاب غير ستيرويدية، مثل الفولتارين والبروفين، لا يُنصح بتناولها على معدة خالية، لأن ذلك سيؤذي المعدة، ومن الممكن أن يسبب قرحة معدية على المدى الطويل، بينما المسكنات الأخرى مثل الأسيتامينوفين كتيلينول وكذلك الباراسيتامول، مفعولها يكون أفضل في تخفيف الحمى والألم إذا تم تناولها على معدة خالية، كذلك ادوية الحساسية من غير الكورتيزون.

البعض يستعيض عن الماء بالعصيرات أو المشروبات، عند تناول الدواء، إذا كنت من هؤلاء الأشخاص فيجب تجنب شرب الكوكاكولا أو البيبسي مع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، لأن ذلك يزيد من امتصاصها وبالتالي من تركيزها في الدم وعندها يزداد احتمال حدوث تأثيرات جانبية، لذلك ربما يُنصح بتقليل الجرعة لأولئك الأشخاص الذين يشربون المشروبات الغازية كثيرًا.

الدواء ليس جرعة فقط، بل وقتًا، ومن المهم معرفة تفاعل بعض الأطعمة مع العلاجات، كي يكون العلاج آمنًا وفعالًا.