اهتمام البشرية بالبيئة ومواردها منذ خلق الإنسان فطرة كونية وضرورة من ضروريات الحياة. لكن تتفاوت جودة ومعايير الاهتمام طبقا لوعي وحاجة البشر، فضرورة التكامل بين البيئة والإنسان وأهمية المورد الطبيعي تواترت عبر الأزمنة.

السعودية في طليعة الدول المهتمة بالبيئة، والمدركة تماما لضرورة الحفاظ عليها، لأن في ذلك حفاظ على الإنسانية. الوعي بهذا ترجمته الجهود المبذولة من الدولة - حفظها الله - لحماية البيئة، حيث يحظى قطاع البيئة باهتمام ودعم من القيادة الرشيدة.

تهدف رؤية المملكة 2030 إلى حماية البيئة الطبيعية وتعزيزها، من خلال تبني رؤية شمولية للنظم البيئية، وتحمل الرؤية طموحات كبيرة بأهداف ذات وجه بيئي، فالسعودية تتمتع بتنوع بيئي ثري متوزع بين ما هو جبلي وصحراوي وبحري، وموارد طبيعية تتطلب إدارتها جهودا ليست باليسيرة، فحماية البيئة واستدامة مواردها هدف سام لتحقيق الرؤية. جهود المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية لتحقيق الأهداف المنشودة جزء لا يتجزأ من السعي لتحقيق الرؤية، فالتدابير الوقائية وحل المشكلات الحالية جزء من منظومة العمل في المركز، التي تتضمن رعاية وإنتاج سلالات نقية ومستدامة من الأنواع المحلية المهددة بالانقراض.

يضم المركز ثلاثة مواقع:

مركز الملك خالد (الثمامة)، مركز الأمير سعود الفيصل (الطائف)، ومركز الأمير محمد السديري لإكثار الظباء (القصيم).

كما يهدف المركز لإطلاق خطة تطويرية شاملة لمراكز الأبحاث الحالية وتأسيس مراكز أبحاث وإكثار جديدة من خلال خطط مستقبلية تُؤسس لحلول مبتكرة، ساعياً لترسيخ جذور الاهتمام بالحياة الفطرية بشكل خاص والاستدامة البيئية على نطاق أوسع.

المطّلع يرى أن المركز حقق إنجازات غير مسبوقة ترجمت إلى قصص نجاح، فمن خلال برنامج إكثار لحيوان (الوعل الجبلي) حقق زيادة ملحوظة في أعداد هذا الكائن الحي، كما يعتبر برنامج إكثار (المها العربي) قصة نجاح أخرى ساهمت في إنقاذ الوضيحي من حافة الانقراض، فيما يعتبر برنامج إكثار (طائر الحبارى) قفزة نوعية مميزة ونجاحا أضيف للمركز، رغم وجود الكثير من العقبات التي واجهت التنفيذ، كما عمل المركز على تطوير برنامج إكثار (النعام أحمر الرقبة) وحقق تفوقا ملحوظا.

السعودية أصبحت منطقة جذب وإثارة، حيث قطع الاهتمام بالحياة الفطرية شوطاً كبيرا وحقق مستهدفات لافتة، وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل الجهود المبذولة من المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، وبدعم وتوجيه من قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين و سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورؤيته الثاقبة في المجال البيئي.