يقول الفيزيائي الشهير ألبرت اينشتاين: إن أهم سؤالٍ يحب علينا طرحه هو هل العالم ودودٌ من حولنا؟ نحن نعيش في نقطة صغيرة جدًا من هذا الكون العظيم، والسؤال الذي يجب علينا طرحه هل هذا العالم الذي يُحيط بنا ودودٌ أم يحمل بداخله عوامل فنائنا؟

الإشعاع ببساطة هو الطاقة التي تنبعث من مصدر معين نتيجة تفاعل نووي مثل طاقة الشمس والتي تنتج من التفاعل النووي الاندماجي لبروتونات الهيدروجين وتحوله إلى هيليوم في قلب الشمس. ربما يظن الكثيرون أن مصدر الإشعاع الذي يصلنا من السماء هو من أشعة الشمس فقط وهذا غير صحيح. هناك الأشعة الشمسية (Solar) والأشعة الكونية (cosmic Galactic) التي تأتينا من أنحاء مجرة درب التبانة والأشعة الكونية من خارج المجرة! هذه الأشعة يمكن تقسيمها بشكل عام إلى أشعة مؤيّنة عالية الطاقة وهي خطيرة جدًا على الإنسان ويمكنها تحطيم نواة الخلية البشرية وأشعة غير مؤيّنة وهي الأقل ضررًا على الإنسان. السؤال هنا إذا كان كل هذا الإشعاع يتوجه إلينا يوميًا فلماذا لا نحترق أو نصاب بالسرطان؟ من رحمة الله تعالى أن الأرض يحرسها درع قوي مكون من طبقتين. الأولى هي المجال المغناطيسي حول الأرض (ماقنيتوسفير) والثاني هي المجال الجوي (الأتموسفير). عندما تصل إليهما الأشعة تتفتت وتفقد طاقتها. وهذا مثال واضح على (التصميم الذكي) للأرض لتكون مكانًا آمنًا للإنسان وإلا لمات وانقرض. يُقدر العلماء جرعة الإشعاع الكوني الذي يتعرض له الإنسان سنويًا بـ0.33 ميلي سيفرت أي ما يعادل الجرعة الناتجة عن إجراء ثلاث صور أشعة للصدر، وهذه تعتبر جرعة قليلة ولا تحدث ضررًا على الإنسان. كلما ارتفعنا عن سطح البحر كلما زادت فرصة التعرض للإشعاع بشكل أكبر، لذلك الطيارون وطاقم الطائرات يتعرضون للإشعاع بشكل أكبر من الأشخاص العاديين. أهم نوع من طيف الأشعة الشمسية هو الأشعة فوق البنفسجية وتقسم إلى ثلاثة أنواع:

الأشعة فوق البنفسجية ج (C) وهي الأخطر على الجلد ولكنها تنعكس بعيدًا بفضل طبقة الأوزون.

الأشعة فوق البنفسجية ب (B) والتي يمكنها أن تخترق الطبقات العليا من الجلد وتسبب حروق الشمس أو قد تحطم نواة الخلية مما يجعلها معرضة للتحول إلى خلية سرطانية.

الأشعة فوق البنفسجية أ (A) وهي الأطول موجةً وتستطيع النفاذ إلى طبقات أعمق من الجلد وهي مسؤولة عن شيخوخة الجلد وظهور التجاعيد.

عودًا لسؤال آينشتاين، هل العالم ودودٌ من حولنا؟

على الرغم من كل هذه المخاطر المحيطة بنا إلا أننا يُمكننا أن نقول إن العالم ودودٌ من حولنا بفضل التصميم الذكي الذي يمنحنا مقومات البقاء على قيد الحياة، بفضل الله تعالى.