على ما يبدو، وهو الأقرب للواقع أن الاحترازات الاستباقية التي نتخذها عادة لنتفادى عبرها حدوث أي محاولة اختراق لأجهزتنا الشخصية، لم تعد تنفع في حمايتنا من الاقتحام والسطو على مدخراتنا إلكترونيًا، نعم قد لا تجدي هذه الوسيلة بعد اليوم، وجدار الحماية الذي نتشبس به تفاخرًا لن يمنع لصوص التقنية من سرقة المعلومات والمعطيات الخاصة بنا وأرقامنا السرية التي نستخدمها دومًا للدخول إلى حساباتنا البنكية ونستخدمها أيضًا في فتح الكثير من أجهزتنا الإلكترونية معرضة للخطر، فما كنا نعتقد أنه في مأمن من أي اعتداء أو اختلاس لم يعد كذلك، ولن نستطيع الوثوق بقوة تلك الأساليب بعد اليوم، لأنها وبكل بساطة لم تعد تفي بالغرض الذي أنشئت من أجله، فعصابات الهكر تجاوزوا طرق السرقة البدائية التي كانت أكثر شيوعًا في وقت سابق، والتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم جعل منا فريسة مستساغة سهلة المنال لقراصنة التقنية الذين يقتنصوننا بحيل حديثة، لقد أصبحنا أكثر عرضة لعمليات الاحتيال الإلكتروني، والسوق العالمية السوداء لا تتورع في إنتاج واستحداث أساليب جديدة عن كيفية السطو الإلكتروني، في هذا الشأن طرح مؤخرًا جهاز إلكتروني صغير جدًا، هو شبيه بالميدالية التي نستعملها ونضعها في جيوبنا لصغر حجمها، هذا الجهاز الذي ظهر حديثًا باستطاعته كسر الحماية وفتح الأجهزة الإلكترونية بكل يسر وسهولة بل حتى بطاقات الصراف الآلي (مدى)، لم تسلم من ذلك السطو، طبقًا لما تم تداوله بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الإجراء الإجرامي يتم من خلال تمرير قطعة الجهاز على البطاقة البنكية، فتنتقل البيانات وكامل المعلومات (الرقم السري) إلى الجهاز المشار إليه، دون أن يشعر أو يتبين صاحب البطاقة ذلك، وبالنسبة للأجهزة الأخرى فتتم عملية سرقة البيانات من خلال توصيل كيبل صغير بتلك الأجهزة المراد سحب المعلومات والبيانات منها، والمثير للدهشة في هذا السياق أن الجهاز قادر أيضًا على فتح وتشغيل المركبات والبوابات الإلكترونية.

سبق أن أشرت في مقال سابق لإيجابيات التطور التقني الكثيرة جدًا التي قد لا يحصيها مقال، كما أن لتطور هذه التقنية إيجابيات، فلها أيضًا سلبيات وسيئات عديدة، وما ذكرناه هنا هو أحد تلك السلبيات.