العقل البشري يصنّف كل ما يتعرف عليه عن طريق الحواس الخمس، حتى يمكنه تحليل الواقع وتحليله ومن ثم اختيار التفاعل المناسب. وهذه التصنيفات تختلف من فرد لآخر، بناء على بيئته وتجاربه، لذا تجد الشخص نفسه قد يحكم عليه شخصان بنظرتين مختلفتين تماما وأحيانا معاكسة كليا، وهنا تكمن المخاطرة في القرارات المبنية على هذا الانطباع الأول، الذي غالبا ما يكون مجحفا بحق صاحبه، فما هو السر وكيف يمكن تحسينه؟

السر هو نظرة الفرد لنفسه ولحياته، ستتشكل وتظهر على تصرفاته وتعامله مع غيره، فمن كان ساخطا على نفسه، كان ساخطا على غيره، ومن هو ناقم من حياته، كان ناقماً من مجتمعه. الإنسان لن يعرف عيوبه ما لم تُكشف أمام عينيه مجردة من كل دافع، يدرك ذلك عندما يصارحه بذلك صديق حقيقي، يعلم جيداً أنه لا يقصد ما بدر منه، ويساعده في تقويم ما سيظهر مستقبلاً، فإذا لم يكن لديك هذا الصديق، أرجوك ابحث عنه أولاً قبل أن تكمل حياتك مغشيا منسيا.

كما نحسّن تعليمنا ومستوانا الثقافي والفكري، علينا تحسين مصطلحاتنا وطريقة تعبيرنا عن أفكارنا، ولا عذر لمن نطق بما لا يعرف من عواقب. مسؤوليتك كفرد تجاه نفسك أن تتحمل مسؤولية تقويمها وحمايتها مما قد يسيء لها أو يظلمها، كما ينطبق على تصريح الجهات الرسمية بما يخص شأنها. رجاحة الفكرة، وسلامة الكلمة، ولباقة الصيغة، قيمتك ستكون بقيمة ما تقوله وتعبّر عنه.

الانطباع الأول قد ينهي مسيرتك، وقد يصنع مجدك، هذا يعتمد على ما تظهره أنت في لقاءاتك الأولى مع الآخرين، احرص كثيرا على ذلك، فالعفوية مصيدة كل متربصٍ خبيث، والجديّة محرقة كل أفاك خسيس.

أخيرا.. الكلمات شواهد، والتوقيت مُساند، والمستمع مُجاهد.