بعد خمسين عامًا لاتزال لبنان تشكل ساحة تستخدمها إسرائيل لتصفية خصومها، وفي ذكرى أول عملية قامت بها في 10 أبريل 1973، كانت عندما تسلل فريق كوماندوز إسرائيلي بقيادة رجل متنكر في زي امرأة إلى حي فخم في بيروت وقتل ثلاثة مسؤولين كبار من منظمة التحرير الفلسطينية في شققهم.

وكانت الغارة من المرات الأولى التي تحول فيها لبنان إلى ساحة تصفية إسرائيل وخصومها حساباتهم، ولا يزال الأمر كذلك، كما يتضح من تبادل إطلاق الصواريخ والغارات الجوية الأسبوع الماضي عبر الحدود بين إسرائيل والجماعات الفلسطينية المسلحة في لبنان.

مزار سياحي

وظهرت جرأة الاغتيالات من قبل فريق إسرائيلي انزلق إلى داخل وخارج بيروت مع القليل من المقاومة، وفي ذلك الوقت، قبل عامين من اندلاع الحرب الأهلية، كانت لبنان تُعرف بشكل أساسي بأنها منطقة جذب سياحي، حيث يأتي الزوار للاحتفال أو زيارة المواقع الأثرية أو التزلج على الجبال المغطاة بالثلوج أو أخذ حمام شمسي على الشواطئ الرملية، ولكن الفساد وتصفية الخصوم قادتها إلى حقبة جديدة استمرت حتى يومنا هذا، وأصبحت تتدخل فيها القوى الإقليمية بشكل متكرر.

حزب الله

ومنذ نهاية الحرب الأهلية، تدخلت جماعة حزب الله الشيعية كخصم رئيسي لإسرائيل في لبنان، وتسببت حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله في دمار شديد في لبنان، وخاصة في الجنوب.

كما لا يزال للفصائل الفلسطينية وجود، وألقت إسرائيل باللوم على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في إطلاق وابل من الصواريخ على أراضيها الأسبوع الماضي، على ما يبدو ردا على غارات الشرطة الإسرائيلية على المسجد الأقصى.

وبعد رد إسرائيل الانتقامي بضربات جوية على لبنان يوم الجمعة، ندد بعض السياسيين اللبنانيين الذين كانوا أعداء لدودين للمقاتلين الفلسطينيين في الماضي بحركة حماس.

وطالب سمير جعجع، الذي غالبًا ما تقاتل قواته اللبنانية المسيحية المقاتلين الفلسطينيين في الحرب الأهلية، الحكومة بضمان السلام على الحدود، كما حث على عدم ترك صنع القرار الإستراتيجي للتحالف في إشارة إلى حزب الله وحماس، ودعا فؤاد أبو نادر، قائد سابق آخر في القوات اللبنانية، إلى اعتقال القيادي في حماس.