حذر خبراء من أن الذكاء الاصطناعي سينعش عمليات التضليل المعلوماتي ويجعلها أكثر إقناعا وقربا من التصديق وبطريقة أسهل وأرخص، مشددين على ضرورة التعامل معه بكثير من الحذر والانتباه، جازمين بأنه سينعش كذلك نظريات المؤامرة عبر بث مزيد من المعلومات بطريقة درامية مؤثرة ومقنعة.

إطلاق أبواق التحذير

في 7 أبريل الجاري، احتفت منظمة الصحة العالمية، باليوم العالمي للصحة، ولم تركز فقط على مواجهتها تحديات كبيرة في ظل جائحة كورونا خلال العامين الماضيين، بل ركزت على جائحة جديدة ترتبط بـ«المعلومات الخاطئة».

وتواجه المنظمة اليوم اعتماد البعض على تقارير أو معلومات تظهرها برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي يثق بها المراهقون والشباب على نحو خاص ما يزيد أعباء المنظمة.

وتوصف أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي بأنها أقوى أداة لنشر المعلومات الخاطئة التي يتم نشرها على الإنترنت، حيث إن الذكاء الاصطناعي يمتلك عوامل مساهمة في التضليل.

فريق للمواجهة

استحدثت منظمة الصحة العالمية فريقا للعمل مع شركات محركات البحث وشبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وجوجل وبنتريست وتينسنت وتويتر وتيك توك ويوتيوب وغيرها لمواجهة انتشار الشائعات التي تتضمن معلومات خاطئة عن كورونا، فيما تم وصفه بأنه «وباء معلوماتي».

نظريات المؤامرة

تتوقع «نيويورك تايمز» نقلا عن خبراء أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن تجعل إنتاج المعلومات المضللة أرخص وأسهل، خاصة للمتخصصين في نشر نظريات المؤامرة.

وتصنف الأخبار غير الحقيقية على أنها إما معلومات مضللة، أو معلومات خاطئة.

وتنقل الصحيفة الأمريكية عن الخبراء تأكيدهم أن روبوتات الدردشة قد «تشارك نظريات المؤامرة بطريقة أكثر مصداقية وإقناعا، بتقليل الأخطاء البنيوية أو الترجمات الخاطئة».

مخاوف

أبدى باحثون من شركة «أوبن أيه أي» التي طورت «تشات جي بي تي» مخاوفهم في ورقة بحثية صدرت عام 2019 من قدرات التطبيقات على خفض تكاليف حملات التضليل، ومن إمكانية استخدامها لتحقيق مكاسب مالية أو للوصول إلى أجندة سياسية معينة، أو الرغبة في خلق الفوضى والارتباك.

مصنع شائعات

قدمت الفترة الماضية جملة من الأدلة على مخاطر الانحراف بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، من حيث استخدامه لتلفيق التهم بالتحرش، وتشويه السمعة، وتزييف الحقائق والوقائع التاريخية، مما يوحي بإمكانية تحول تلك التطبيقات إلى ميدان لنشر الشائعات والأكاذيب.

وكانت أوبن أيه أي أطلقت في فبراير الماضي أداة مساعدة لتمييز النص الذي يكتبه الإنسان عن النص الذي ولدته روبوتات الدردشة، ما تزال تواصل العمل عليها لتحقيق مزيد من الدقة.

وأكد خبراء عدم وجود آلية واضحة لإلغاء التهديدات التي تفرضها روبوتات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

رصد معلوماتي

يبدو تأثير الأخبار الزائفة مرعبا لجهة سرعة انتشارها، وقد أكد معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بناء على رداسة متخصصة أجراها أن الأخبار الزائفة تنتشر بمعدل 6 مرات أسرع من القصص الحقيقية، وأن احتمالية إعادة تداول الأخبار غير الحقيقية تزداد عن الحقيقية بنسبة أكثر من 70 %.

التزييف السهل

لا يزيف الذكاء الاصطناعي الأخبار فقط، بل وحتى الصور، حيث تمكن أي شخص من تزييف أي صورة بسهولة وبسرعة هائلة، وهو ما يدعو إلى التشكيك في كثير من الأشياء التي تنشر، وحسب منصة «تيدو» فإنه «عند قراءة أي شيء عبر الإنترنت علينا وضع أدمغتنا على وضعية»كشف الأخبار الزائفة«، إذ إن عليك أن تشكك في كل شيء تقرأه».

ويعمل باحثون على تطويع الذكاء الاصطناعي لكشف الأخبار الزائفة عبر قواعد بيانات خارقة الدقة.

كيفية تحديد المعلومات المضللة

* تحليل بنية صياغة المعلومات

كثير من تلك الأخبار تستخدم عبارات مثل «لا يريدونك أن تعرف الحقيقة».

* البحث عن المعلومات في مصدرها الأساسي

* زيارة ملف التعريف للشخص الذي يشارك المعلومات ويتحدث عنها

(عادة يتم نشر الأخبار الزائفة عبر حسابات وهمية أو منشأة حديثا).

* استخدام أدوات إضافية للتحقق

* الإبلاغ عن المنشور في حال التأكد من معلوماته المضللة

نصائح موقع «هيلث لاين» لكشف الأخبار الطبية الزائفة

* راجع المعلومات من مصادر مختلفة

* اقرأ التعليقات، فهي تكشف جوانب من الخبر أو التقرير وتحفز للتفكير والجدل

* حافظ على التفكير النقدي للتيقن من هدف المعلومة وغايتها

* شارك الأخبار بحذر، ولا تنجر وراء العناوين

* تأكد من صدقية المنشور قبل إعادة نشره