فيما بدأ سريان هدنة إنسانية ابتداء من الرابعة من فجر اليوم الجمعة في السودان بين طرفي النزاع المسلح هناك (قوات الدعم السريع والجيش السوداني) لمدة 72 ساعة لإفساح المجال لتهدئة محتملة لقتال مستمر منذ 6 أيام، ولفتح ممرات إنسانية لإجلاء المواطنين وإتاحة الفرصة لهم لمعايدة ذويهم، قالت منظمة الصحة العالمية، إن عدد القتلى في السودان ارتفع إلى 413 شخصا، مع إصابة 3551 شخصا منذ اندلاع القتال.

وكانت أعنف اشتباكات حدثت بين الطرفين شهدتها العاصمة الخرطوم وحولها، وفي دارفور، الإقليم الذي لا يزال يعاني بعد صراع طويل انتهى قبل 3 أعوام.

هجمات متعددة

أوضحت منظمة الصحة العالمية أن الأيام الستة الماضية شهدت 11 هجوما على منشآت صحية في السودان، ودعت إلى وقف هذه الهجمات التي أسفرت حسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن مقتل 9 أطفال على الأقل في القتال وإصابة أكثر من 50.

وزاد الاقتتال من مأساة الأطفال السودانيين الذين يعانون أحد أعلى معدلات سوء التغذية بين الأطفال في العالم، كما توقفت الآن خدمات الرعاية الضرورية لما يقدر بنحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.

مسح في العاصمة

أعلن الجيش السوداني أنه نشر الآلاف من قواته للقيام بمسح في العاصمة، مشيراً إلى أن عناصر من القوات المسلحة وجهاز المخابرات والاحتياطي المركزي انتشرت لإجراء مسح بري كامل لولاية الخرطوم.

ومع مضي الساعات الأولى للهدنة إلا أن كلا من الطرفين ما زالا يتوجسان، ويحمّل كل منهما الآخر مسؤولية أي خرق للهدنة التي من المقرر أن تستمر خلال العيد، التي رأتها أطراف مدنية وجهات دولية فرصة مواتية إذا ما احترمت لفتح آفاق حوار قد يضع حدا للاشتباكات.

مناشدات

ناشدت جهات دولية عدة الأطراف المتنازعة في السودان مطالبة بضرورة عودة الأوضاع إلى طبيعتها ووقف العنف واللجوء إلى الحوار.