خلد المؤرخون وذاكرات الأوطان وحكايا المدن سيَرا نقية من آثار القدوة والوفاء وصنائع المعروف لأولئك الصفوة من الرجال بامتدادهم الإنساني الأخضر، لتبقى عناوين مضيئة داخل صفحات الأيام.

ناصر بن عبدالله العواد مواطن مخلص لوطنه وقيادته، محب لمجتمعه، من الموطئين أكنافا، اقتطع من أوقاته وراحته وأمواله الجزء الأكبر، وطرزها بدرر الشيم والقيم، لتصبح تاجا يكلل رأس كل مواطن قدم زهرة شبابه، لخدمة وطننا الحبيب المملكة العربية السعودية.

ناصر العواد أنشأ معادلة وطنية اجتماعية غير مسبوقة بين المال وسمو الأهداف، نتجت عنها مساحات واسعة من التفاعل الإيجابي، والثناء العاطر سار بها الركبان بين منازع الأرض ومرامي السماء.

هذا الرجل، الذي يكرم القدوات في بلادنا وهم على قيد الحياة، يمثّل في حقيقة الأمر القدوة الصحيحة، والدور الذي ينبغي والمنتظر من رجال المال والأعمال، ويستاهل بجدارة أن أُطلق عليه لقب «سفير القدوات الحسنة».

وقد أورد الكاتب رضا عبدالسلام في كتابه «من وحي القلم.. سياحة فكرية في عقول إبداعية» مقولة للدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، عن أهمية القدوة في المجتمع، جاء فيها: «تنمية العقل العربي الإسلامي تحتاج إلى أن نقدم نموذج القدوة قبل الكلام، وتأثير شخص في ألف شخص أفضل من ألف متحدث في شخص واحد».

ومنطقة عسير منذ عقود مضت، وحتى اليوم، سباقة إلى تكريم والاحتفاء بكل القامات الوطنية في المجالات المختلفة، وجاءت مؤسسة «قدوات عطاء ووفاء للوطن» كفكرة رائدة من رئيسها، ناصر العواد، تحمل أسلوبا جديدا يتوهج سناه على جبين الوطن.

ولعل الأفاضل من رجال الأعمال في منطقة عسير، وفي أقرب وقت، نسمع عن مبادراتهم لدعم خطوات هذه المؤسسة الاجتماعية الطموح، والتفاعل معها بجدية.

تحية تتنوع بُشرًا، وتتضوع نشرًا لمؤسسة «قدوات» ورئيسها وأعضائها، وجهودهم المشرفة، حيث كانوا روافد تضخ المحبة، وتروي اللحظات من خلال كوكبة الكرام الذين عملوا بصمت وإخلاص، ومنهم: بندر آل مفرح، وأحمد عسيري، والمهندس علي بن مسفر، والدكتور عبدالله آل حامد، والدكتور صالح الحمادي، والدكتور عبدالله بن سليمان، وعبدالله بن ضبعان، وحامد الفلقي، وعبدالله الفصيلي، وصالح الشريفي، ومرعي عسيري، وسعد أبو شايل، وعامر عبدالله، وسعيد مشهور، ومحمد بهران، وعادل آل عمر.

ستبقى هذه المؤسسة -بحول الله- تواصل دورها الاجتماعي الرائد من خلال تطوير أساليب التكريم باستمرار، لأن من يعمل فيها رجال متطوعون مخلصون، يدفعهم حب الوطن للتميز.

يقول الشيخ هاشم النعمي -رحمه الله- في كتابه «تاريخ عسير في الماضي والحاضر»: إن محاولة استيفاء الكمال يعني في حد ذاته الإخلاد إلى الخمول.