بعد تذمر مجموعة من الشباب لتأخر وصولهم لاستراحتهم بسبب نقاط التفتيش في الحملة الشرسة ضد عصابات المخدرات، قال أحد الشباب لو رأيتم ما أراه يوميا لتمنيتم في كل كيلو متر مربع نقطة تفتيش ولن تشتكوا من ذلك. هذا الشاب يعمل في غرفة العمليات بإحدى مستشفيات العاصمة، ويستقبل ضحايا المخدرات من متعاطين أو عصابات تنتقم فيما بينها، إما بإطلاق النار أو التعدي بالسلاح الأبيض وغيره، ويضيف: للأسف قد تصل إلينا عائلة كاملة ما بين جروح وإصابات خطيرة ومتوسطة فقط لأن حظهم العاثر جعلهم يتنقلون بمركبتهم في شارع به متعاط، ويستطرد قائلا: بعض هؤلاء المتعاطين يصل إلى المستشفى وهو تحت تأثير المخدر، وأتمنى وجود تسجيل فيديو لحالته وينشر وهو مغطى الوجه،لأن ما سيراه الآخرون لن يجرؤ بعده أحد حتى بالتفكير في التعاطي، إذ أن أغلب المتعاطين لا يعي حجم التلف العصبي الذي تسببه هذه الآفة حتى تجعله غير قادر على التحكم بما يخرج من السبيلين مثلا، فنرى منظرا مقززا. وقد يكون هذا الضحية طالبا متميزا أو موظفا متفانيا بارا بوالديه ومن حوله وبين عشية وضحاها صار على هذه الحال. ما أريد قوله إننا لا نعي ولا نرى ما يراه الطب ويعانيه من آفة المخدرات، حتى - للأسف - من بعض منسوبي الكادر الصحي الذي يتواطأ في تهريب وتسهيل الحصول على الأقراص الخاضعة للتنظيم الطبي، وهذه آفة ضربتها حكومتنا الرشيدة - في هذه الحملة - بيد من حديد، فأمسكت بالعديد من المواطنين والمقيمين ممن يسهلون الحصول على ذلك، مستغلين الصلاحيات التي منحت لهم من جهات أعمالهم، فتكون تلك الأقراص البوابة الأنيقة للدخول إلى دهاليز الإدمان الموحشة.

لو اطلع أحدنا على ما يحدث للجسد بمجرد التعاطي للمرة الأولى ثم بقي يراقب ذلك الجسد وسرعة انهياره أمام هذه السموم، ثم اطلع على نسبة زيادة المتعاطين خصوصا في السنوات الأخيرة، لعلم أن حكومتنا تخوض حربا أعنف من حروب الصواريخ والقنابل، لتقف درعا حصينا منيعا لشبابنا ضد من أراد النيل منهم، ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات.

وبالعودة للشاب المتحدث عن ضحايا المخدرات فقد قدم اقتراحا جميلا ( أتمنى يوما تطبيق تحليل إلزامي لفحص المخدرات على جميع قاطني هذه البلاد الطاهرة، يتجدد كل فترة ويكون شرطا لإتمام أعماله اليومية أن يبرز علامة في تطبيق توكلنا تثبت أنه قد أجرى تحليل المخدرات وأن جسده آمن من شرورها، وكما اشترطت جميع الجهات أن يكون المراجع (محصّن) ضد كورونا فتشترط أن يكون (مؤمّن) من سموم المخدرات في جسده، حتى يأتي يوم ونرى حالاتنا جميعا في توكلنا (مؤمّن على وزن محصّن).