خلصت أمسية ثقافية بعنوان: «أصوات ملهمة في المشهد الثقافي السعودي»، بتنظيم من نادي «فكر» الثقافي للقراءة في الأحساء، إلى برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، تنافس القاصين والشعراء في إنتاجهم الإبداعي مستقبلًا، وقد يسحب البساط من بينهم، مع التأكيد على أن فرص الإخلال بالعناصر البلاغية محدودة في التطبيقات الإلكترونية.

لا نجوم مثقفة في وقتنا

أكد الناقد والشاعر السعودي محمد الحرز، في معرض حديثه في الأمسية، التي شهدت حضورًا نخبويًا من المثقفين والمثقفات، والمهتمين بالأدب والنقد، الاختلاف الواسع للمشهد الثقافي قبل وبعد رؤية المملكة الطموحة 2030، وأصبحت التحولات الثقافية في بوتقة سريعة جدًا، لا يكون للمراقب في استطاعته الوصول إلى مواقف ثابتة، وذلك لارتباط الثقافة القوي بوسائل التواصل الاجتماعي، وأن الجيل الحالي، تصوره للفكر والكتابة الإبداعية، يختلف عن السابق، لافتًا إلى أنه في السابق، كانت التحولات الثقافية بطيئة جدًا، والنخب الثقافية «متداولة» على مستوى المملكة بشكل واسع، وهؤلاء النخب، قد صنعوا لأسمائهم مكانة في الساحة الثقافية السعودية، وذلك لاجتهاداتهم وتطوراتهم الفكرية، وكانت الثقافة في السابق، تتداول بصورة بسيطة جدًا من خلال الكتاب، والحوارات في المؤسسات الثقافية، مشددًا على أن في وقتنا الحالي، لم تعد هناك طبقة مثقفة «نجوم»، الكل مثقف، ويتداول الثقافة بأكثر سهولة، وليس هناك مثقف حقيقي «كل أعماله ثقافية»، وإنما يكون باحثًا عن الحقيقة، وتطوير التجربة.

شعر الحداثة

أبان الحرز، أن السفر، أسهم بشكل كبير في التحولات الثقافية في المشهد الثقافي السعودي، والاطلاع على التجارب الأخرى، والمقاهي الأدبية والثقافية «الشهيرة» في بعض الدول العربية، والالتقاء بالمفكرين والأدباء، والانفتاح على شعر «الحداثة»، والالتفات إلى هذا النوع من الشعر، ومحاولة الاطلاع عليه، والبدء فيه داخل السعودية، والانخراط في هذه التجربة المختلفة، مع الإصرار على إتقانها مع امتلاك إرادة التحول والتغير. وعزا أسباب تراجع الاهتمام بالقصة القصيرة في عصرنا الحاضر للمشهد الثقافي السعودي عند مقارنته بالحضور الكبير للشعر والراوية، إلى الولادة «المتأخرة» للقصة، وتحديدًا في الأربعينات الميلادية الماضية، وأن الشعر هو الوسيلة الأكثر تعبيرًا عن مشاعر الوجدان العربي، ومن غير الممكن نزع هذا الوجدان بسهولة، لافتًا إلى أن كل الفنون تتجاور وتتصالح مع بعضها البعض، وأن الشعر هو المؤسس الحقيقي للمعرفة على مدى التاريخ.