استطاعت شركة أبل في غضون سنوات قليلة أن تجعل من هواتفها الخلوية علامة فارقة في عالم الاتصالات، وتمكنت في غضون تلك السنوات من أن تضع الشركة في مقدمة الشركات العالمية الأكثر مبيعًا لمنتجاتها في العالم، ليس هذا فحسب بل اتسعت رقعة هذه العلامة الفارقة في جوانب أخرى كجانب الإهداء على سبيل المثال، حيث أصبح جهاز الآيفون من أبراز المقتنيات التي يسعى المرء لإهدائها واقتنائها، وغدا أقصى طموح الطالب المجد أن يهدى إليه هذا الجهاز نظير تفوقه، بل ذهب الأمر لأبعد من هذا، ويتضح ذلك من خلال إصرار الزوجة أو الخطيبة على أن يهدى إليها جهاز آيفون، عوضًا عن الذهب والمجوهرات الأخرى فتبتهج فرحًا بهذا الإهداء، أذكر ذلك بعيدًا بالطبع عن الهدايا المزيفة التي يعرضها لنا مشاهير التواصل الاجتماعي في قناتهم، من فلل فاخرة وسيارات فارهة لا نعلم عن صحتها ولا نعلم عن مصدرها الحقيقي، (ما علينا) أتحدث الآن عن الأسباب التي دفعت بي إلى كتابة هذا المقال، فكتابة هذا المقال عن الآيفون ليس بداعي نزول الإصدار الجديد إلى الأسواق ولا لأني ممن يتمنى اقتناءه أو إهداءه، فأنا لست من المعجبين به ولست من أنصاره، لكني كتبت هذا المقال، لأن أبنائي وفلذات كبدي أهدوني إياه مؤخرًا، بعد أن احتفوا بي بمناسبة عودتي، إلى المنزل سالمًا معافى من أي آثار جانبية، بعد الوعكة الصحية التي غمتني ونقلت على أثرها إلى طوارئ أحد المستشفيات، فحظيت منهم بكمٍ وافر من العناية والاهتمام كما لم يحظ بها أب قبلي، وليس هذا هو الغريب في الأمر، فمن الطبيعي أن يهتم الأبناء بآبائهم في مثل هذه الظروف، لكن الغريب في الأمر أنهم فاجؤوني بإهدائي جهاز آيفون آخر إصدار، فور أن بدأت وبحمد الله أتماثل للشفاء مع علمهم المسبق بأني لا أحبذ هذا النوع من الأجهزه فأنا من أنصار هاتف سامسونج، لكن، وكما ذكرت آنفًا أن أجهزة الآيفون أخذت قدم السبق في جانب الإهداء، على كلٍ، شكرًا أبنائي الأعزاء على الحفاوة وحرارة الترحاب والاستقبال وشكرًا على الحفل المفاجئ ثم شكرًا على الآيفون.