وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا

إن هذا التكريم الإلهي للإنسان أن ميزه الله بالعقل والفكر والمنطق والاستقامة حتى يكون نموذجا في حياته وقدوة لأسرته وأهله وأبنائه .

إن الحياة جميلة بمقدار السعادة التي تحيطك في بيتك وأبناءك وأسرتك ومجتمعك لقد كانت الأسر بيوت صغيرة تستقي أخبارها من أفواه الناس وكانت المجتمعات محافظة على عاداتها المستقيمة وتقاليدها الثابتة والمدن تكاد تكون متقاربة في نمط عيشها ، عندما كانت الأسر متماسكة يقودها الأب بحزم وقوة واعتدال بثوابت راسخة ، والام هي المدرسة والحنان والتربية والتعليم وبناء المبادي وغرس القيم بفن واقتدار ، فتجد الأسر نمط عيشها وثقافاتها وتقاليدها واحده وفي محيط المجتمع وتجد الآباء والجيران والأهل والأصدقاء كلهم مدارس يعلمون ويوجهون ويصربون إن كان الامر يوجب ذلك .

إنها الغيرة على الأبناء وحفظ شتاتهم ، لديهم الإدراك والإحساس بالمسؤلية تجاه المجتمع ، والخطأ لا يحتمل التكرار وعندما يبلغ ذلك الأب تجده ناصرا لذلك وقد يزيد في التاديب ،

اختلفت الحياة ونمط عيشها وتربيتها وأصبحت التربية الحديثة تقوم على فن الرفاهية والدلع وتطبيق علوم النفس وفلسفات الوهم وتلبية الاحتياجات وتجنب الانكسار والضرب والحزم الذي يجعل الأطفال انطوائيين مرتبكين محطمين ، وأصبحت مدارس التربية متعددة والثقافات متنوعة ووسائل التواصل مختلفة أشكال وألوان وبرامج وملهيات وقروبات وبثوث وأصبحت العوائل والأسر الصغيرة متفككة متباعدة ولقد نُحر الصبر في الصدور وراق الخلع للنساء وأصبحت الحياة سالبة في عقول الناس مسلوبة في تعاملاتها الا من رحم الله ، وباتت الجوالات وسيلة تربية حديثة فيها ما لذ وطاب للفؤاد والاستشارات وساحات لتفتن في التصوير ونشر المستور ، وارتحل الخوف وضاع الحياء وذابت العادات والتقاليد وفتر الدين وأصبح المجتمع يثور ويتأجج كل على ليلاه يصيح وينوح ويبحث عما يريد متى ما أراد وهناك بلاء عظيم وهو الفراغ والبطالة والرجولة الكاذبة والسذاجة السامجة والفقر والخبث من المروج والمكر والحيلة من البائع ومصائب قوم عند قوم فؤائد وبات الوافد وسيلة ترويج من أجل المال لهذه الآفة الضارة المهلكة إنها المخدرات كالحشيش والشبو بأنواعه والمسكرات . فوجدت رواجا عن طريق قنوات التواصل الحديثه من البائع والمروج ، والمستخدم يبحث عن التجربة وعن وزن الهواء في رأسه وآخر عن وزن المال في جيبه واصبحت المجتمعات تعاني من التصرفات العمياء من أفراد في ريعان شبابهم تجد من يهذي ومنهم من جعل الخطوط طرقا فسيحة يركض فيها هائجا ليلا ونهارا ومنهم من أصبح عالة ووباء وأذى داخل أسرته نكل بهم وجن جنونهم وقد يرتكب الجرم والقتل .

وهذه الدولة رعاها الله وبتوجيهات من مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين وسمو وزير الداخلية جاء القرار ضاربا بيد من حديد لكل من تسول له نفسة في البيع آو الشراء أو الاستخدام أو الترويج وجاء العقاب مغلظا والسيف حادا لما جاء في قول الله تعالى ( والذين يسعون في الأرض فسادا ) أن هذه الحملة على المخدرات والجهود المتمثلة في رجال الأمن البواسل ورجال الجمارك في المنافذ رجال عاهدوا الله مخلصين في الذود عن هذا الوطن وحماية أرضه وأبنائه من كل شر وبلاء.

إنها حملة آتت ثمارها و أهدافها بكشف مخابئ هؤلاء وطرق ووسائل التهريب والكميات المهولة التي تستهدف أبناء هذا الوطن وزيادة الوعي ، وهناك جمعيات خاصة بالتوعية بأضرار المخدرات مدعومة من وزارة الداخلية حيث انها تؤدي دورها بالتعاون مع الجهات والأسر والمجتمع في توعية شريحة مهمة مستهدفة هم من فئة الشباب المراهقين من الجنسين بالانجراف وراء هذا البلاء وتقوم بالتوعية وبيان الآثار والعقوبات التي تترتب على المتعاطي لهذه المخدرات والحالات الصحية والنفسية التي يعيشها هذا المدمن .

حفظ الله ابناء الوطن