فوق رابية جميلة يُطلق عليها «الدرس» بالمضفاة، وبين أحضان الطبيعة، تطل دار الضيافة بطرازها المعماري الفريد، وقد أضاءت شرفاتها في ذلك المساء البهي باقات من المشاعر الصادقة، والترحيب برئيس مؤسسة قدوات ناصر بن عبد الله العواد، والمرافقين الذين لبوا دعوة صاحب الدار شيخ شمل قبائل بللسمر الدكتور سعيد بن طراد بن جرمان.

وفي أرض بللسمر المعطاء، المشهود لأهلها بالمواقف الوطنية المشرفة والمشاركات الإيجابية في كل ما يخدم الوطن، تحول اللقاء إلى منتدى ثقافي، أُلقيت فيه عددُ من القصائد الشعرية، والكلمات المعبرة عن النهضة المباركة لبلادنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، وما تشهده المنطقة من رعاية واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير.

وانثالت ذكريات الحضور عن عسير الإنسان والمكان وتراثها وتنوع مساراتها السياحية، والبيئية، ووفرة المنتجات الزراعية.

وجرى الحديث عن الوثيقة التاريخية التي كُتبت منذ قرن واهداها عضو المؤسسة بندر بن عبدالله آل مفرح للشيخ تركي العسبلي مما يؤكد على العلاقة المتجذرة والألفة بين قبائل المنطقة سراة وتهامة في هذا العهد الزاهر كبقية قبائل مناطق المملكة التي تعيش أزهى عصورها منذ أن جمع شملها ووحدها على ثرى هذا الوطن العظيم الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه.

وألمح الشيخ الدكتور سعيد بن طراد إلى الطبيعة البكر في غابات «حضوة» والمواقع السياحية الأخرى المتميزة بأشجارها المعمرة ذات الغطاء النباتي الكثيف، مشيرًا إلى خصوبة التربة الزراعية في بللسمر وجودة محاصيل الحبوب وفي مقدمتها «حب البر» وشهرته الواسعة لجودته وقيمته الغذائية العالية.

وأكد الجميع أهمية ترسيخ القدوة الحسنة في مجتمعنا السعودي وتكريم أبناء الوطن المخلصين.

وبعد تناول طعام العشاء غادر الوفد إلى أبها مُختتمًا يومًا حافلًا من العطاءات الوطنية الإنسانية التي لا تمحو ذكراها

الأعوام.

وحالفني الحظ أثناء رحلة النماص صحبة الكرام عامر بن بدة، عبدالله بن ضبعان، الشاعر محمد بن بهران، مريع البشري اللذين رسموا بأحاديثهم الشيقة صورًا من التراث الشعبي الخالد عن الحكايات والشعر والأمثال والعادات، تجلت فيها معاني الحكمة والإيثار والمعروف والتسامح والصبر.