طوال تاريخ الإدارات التي تعاقبت على دفة الرئاسة بنادي الشباب لم تثر ثائرة محبيه بقدر ما حدث بعد بيع عقد المدافع الدولي حسان تمبكتي لمصلحة الهلال الذي قدم بدوره للشبابيين المقاتل كويلار أثمن لاعب في الفريق على صعيد الأجانب وسط صمت هلالي رغُم الحاجة الماسة لخدماته، لكن المعادلة اختلفت عقب تحول تمبكتي للصفوف الزرقاء، اللافت أن هذا الحنق لم يخيم على محبي البيت الأبيض فحسب بل طال معسكرًا آخر وتحديدًا من كان لهم نصيب الأسد من ضم نجوم سابقين وحاليين في الفرقة الشبابية، كفؤاد أنور، وفهد المهلل في صفقة غريبة وهما اللذان حضرا للتو من كأس العالم (1994) أعيد القول لم تكن هناك ردة فعل ومثلها في سيناريو انتقال نايف هزازي والجميع يتذكر الطقوس وما حدث في ذلك الحين، علاوة على حارس المنتخب السعودي الأول وليد عبدالله والصليهم والخيبري، حديثي هنا عن لاعبين دوليين مؤثرين جميعهم رحلوا من الشباب للنصر وسبقهم هداف بطولة القارات مرزوق العتيبي الذي غادر للاتحاد من الباب الكبير، كل هذه الأحداث والأمور تسير دون ضجيج رغم جودة العناصر الراحلة، لكن البوصلة والمشاعر تغيرت بعد تحول حسان للفريق الذي يرغبه وبالطريقة النظامية انقلبت الأمور بل إن أعضاء الإدارة تسابقت استقالاتهم حتى وصلوا لنقطة عدم نظاميتها فتم حل إدارة الشاب خالد الثنيان، والذي سيكتب التاريخ أنه قدم دخلًا ماليًا لخزينة الليث الأكبر في تاريخ الانتقالات المحلية، والأكيد أن الزوبعة التي حدثت بين رجالات الشباب ألقت بظلالها على استقرار الفريق وأصبح يسير على عصا هشة تسعفه مرة وتسقطه مرات، وقد يؤثر ذلك على وضعية الفريق في المنافسات المقبلة التي تحتاج للتضافر ولملمة الصفوف، وفي المقابل تتصاعد عطاءات الفرق الأخرى حيث وصل أداء الاتحاد والهلال والأهلي لدرجة مقنعة والنصر استعاد عافيته في لقاء الفتح بعد خسارتين متتاليتين وربما يكون هذا الفوز دافعًا قويًا لمواصلة المرابح فيما تبقى من مباريات الدوري، والرائد وأبها هما الآخران عادا لسكة الانتصارات، غير أن الخسارة الأكبر في الجولة الرابعة الإصابة التي تعرض لها لاعب الاتحاد الفرنسي كريم بنزيما الذي تبين أن لديه إشكالية في العضلة الخلفية ونخشى غيابه عن الكلاسيكو أمام الهلال، والذي يتوقع تواجد البرازيلي نيمار، والأماني ترنو لحضور الثنائي وجهًا لوجه في مثل تلك المواجهات التي لا تقبل التفريط، والجولة المقبلة قد تكون لها خاصيتها حيث سيشاهد عن كثب مدرب المنتخب الجديد الإيطالي روبرتو مانشيني المباريات في بداية رحلته مع الأخضر، وهذا بلا شك محفز للمتابعين الذين ينتظرون ارتقاء إيقاع المنافسة، بقي أن نهمس في آذان لاعبي منتخبنا الأول بأهمية مضاعفة الجهد في النزلات المقبلة، ولا يعني تواجد نجوم عالميين أن ذلك سيقف حاجزًا عن تألقهم الماضي فمن يفرض المستوى الجيد سيتمسك بالمقعد الأساسي، وهذا ليس بصعب المنال على عناصر سجلت الحضور الأجمل في آخر نهائي لكأس العالم.