قوة الهلال في مكتسباته التي ينتجها بطريقته الخاصة، وتصبح علامة فارقة خلال تاريخه الحاضر والماضي، الأمر الذي أعطاه تميزا في كل الأحوال، عطفا على العناصر التي سجلت حضورا رائعا خلال مشاركاته الخارجية. منتج الهلال له خاصيته، لأنه مبني على أساس متين، والتميز لم يتوقف عند ذلك، بل كان تدفقه يثري بقية الأندية، حتى باتت العناصر الزرقاء تغذي جل الفرق المتنافسة، وتسجل الحضور. السرد أعلاه توطئة لكشف خطر محدق يحيط بمكتسبات الهلال، ويتمثل في المطالبة التي تجلت بطريقة أو بأخرى بإعارة بعض لاعبيه الرموز لفريق الاتحاد، الذي سيحمل لواء الكرة السعودية في نهائيات كأس العالم كمرشح بحكم الاستضافة. تلك الخطوة بقدر ما ستعزز بعض الشيء صفوف العميد إلا أنها مدمرة للهلال الذي بنى قاعدته الصلبة بعناصره المحلية، ولا يتكئ بكامل قواه على المعطيات الأجنبية، لأنه يملك المحلي الكفء بدليل الانتصار التاريخي لمنتخبنا أمام الارجنتين، فالمقاتلون العشرة الزرق فعلوا العجب، وحسموا المعركة التي لا تنسى، وغادروا المشهد والجميع يتحدث عن هذه الواقعة، لأنها الجرح الوحيد الذي أصاب البطل العالمي.

أعود لمكتسبات الهلال التي يتعين الحفاظ عليها، لأن بعثرتها تعني إضعاف مرتكز هذا الفريق الصامد في وجه الظروف مهما كانت حدتها، ولو واجهت فريقا آخر لربما هوى لمؤشرات متدنية. لكن الهلال قاومها بكل بسالة. صحيح تسقطه مرة، لكنه ينهض مرات، ويكسب المعركة على الرغم من حدة الصراع. وفي هامش التغيرات التي حلت على الفرق السعودية، ما زال يحتل قمتها التي كان الجميع يتوقع أن الأهلي الجديد سيكون فارسها، لكنه تعثر بشكل مؤسف، وبخماسية من الفتح الذي تلقى هذا الرقم من النصر الجامح، وكأنه لقاح لأبناء الأحساء، والضحية قلعة الكؤوس في ليلة لا تنسى، بل إن الحارس العالمي السنغالي ميندي هو الآخر لم يسبق أن تلقى مثل تلك النتيجة طول تاريخه، وبتلك الطريقة.

وربما أن الجولة الأخيرة قبل التوقف كشفت معالم كثيرة في عالم المنافسة، لعل أبرزها نواحي النقص في الاتحاد، وسوء التنظيم الدفاعي بالهلال وفي مركز المحور، والحال المهترئة للشباب، وربما كان النصر الأكثر توازنا على الرغم من خسارته ست نقاط في مستهل مشوار الدوري. اللافت أن من بين أجانب الهلال ما زال البرازيلي ميشيل الأكثر امتلاكا للحلول، إلى جانب المدمرة الصربي ميتروفيتش.

وفي الأهلي، اختفت الوجوه التي صنعت الفارق في الجولات الأربع، بعد تألق بن دبكة وباتنا في الفتح بصورة تعكس تميزهما في زحمة العناصر الأحادية.

وختام إثارة الجولة الخامسة تجلى في خبر رفض لجنة الانضباط احتجاج ⁧‫الشباب⁩ ضد النصر حول عدم نظامية مشاركة اللاعب مختار علي في مباراة الفريقين، لحمله وثيقتين بتاريخي ميلاد مختلفين، وهو أمر كان متوقعا.

عموما، كشفت قرعة كأس العالم للأندية مواجهة ليست سهلة للاتحاد أمام أوكلاند سيتي، أحد أشهر الأندية في نيوزيلندا وقارة أوقيانوسيا، والذي حقق لقب دوري أبطال أوقيانوسيا إحدى عشرة مرة، آخرها عام 2023. كما يُعتبر أكثر الأندية مشاركةً في كأس العالم للأندية.