تزايد الإحباط الغربي خاصة بعد وقف الدعم الأخير لأوكرانيا حيث بدأ التأييد لكييف يتآكل بشكل علني وينبع الإحباط من العبء الاقتصادي المتزايد الذي خلفته الحرب واستمرار فضائح الفساد في أوكرانيا. وذلك بعد مرور أربعة أشهر على الهجوم المضاد الذي تتباهى به أوكرانيا ــ والذي حقق مكاسب إقليمية ضئيلة، بتكلفة باهظة من حيث الرجال والعتاد. ولعدة أشهر، تم تهميش الأصوات المتشككة في حين قارنت وسائل الإعلام بين البراعة العسكرية التكنولوجية الغربية والتخلف الروسي والفوضى، لذا توقع الخبراء بثقة في شهر يونيو أن عقل حلف شمال الأطلسي سوف يهزم القوة الروسية، وهو ما من شأنه أن يزيد من خيبة الأمل وانعدام الثقة في أكتوبر.

الهجوم المضاد

ويصر المسؤولون في بروكسل وواشنطن على أن الهجوم المضاد الذي تشنه كييف يحقق نجاحًا، ويهللون للتقدم البسيط والإنجازات وفي الوقت نفسه، تبالغ مجموعة من الضباط العسكريين المتقاعدين في تضخيم الضعف الروسي، وترى أن النصر مجرد نقل سلاح آخر «سيغير قواعد اللعبة». وهنا تأتي تساؤلات حلفاء الروس الساخره، ومنها لماذا لم تعمل الأسلحة التي زودها بها حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك المئات من الدبابات الحديثة، كما كان متوقعًا؟ ويجيبون على ذلك بسبب حقول الألغام والخنادق التي صعبت عليهم القيام بذلك ويتجاهلون الاعتراف بأن روسيا تقاتل بشراسة باستخدام كل من البراعة التكتيكية والتكنولوجية - من الحرب الإلكترونية الملتوية إلى الطائرات بدون طيار المدمرة المضادة للدبابات.

حرب المشاعر

ويبين تقرير من مركز«The National Interest» أن الحرب الوحشية الحرب تثير المشاعر عن طريق ــ الإعجاب بأوكرانيا، والكراهية لروسيا والسخرية منها ــ و تؤجج النقاش العام وتعرقل التحليل الموضوعي.ففي أوكرانيا، فإن التشجيع لها يشبه أفغانستان. ونتيجة لذلك، «التقليل من تقدير الخصم، أدى إلى تكتيكات معيبة، وعمليات فاشلة، والآن تراجع الدعم الشعبي». ويتابع أن الخيار الافتراضي هو التصعيد، أي تزويد كييف بالمزيد من الأسلحة والذخائر. ولكن هل ستكون بضعة أسراب من طائرات إف-16 وبضع مئات من أنظمة ATACMS كافية لهزيمة روسيا؟

تقليل الشأن

وذكر التقرير بأن هناك مغالطات في التقليل من الشأن الروسي ويفسر ذلك بمثال هجوم الجسر قائلا: «في صباح أحد أيام منتصف يونيو، استيقظ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أخبار سيئة، حيث ضربت أوكرانيا الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي الروسي، ووصف الخبراء أن الهجوم وجه ضربة قاسية للحرب الروسية لأن الجسر كان خط الإمداد الحيوي للجبهة. ولكن في حين أشاد النقاد بهذا باعتباره انتصارًا لكييف، وبالرغم من المبالغة الأولية، تم تعطيل حركة المرور على الطرق فقط بينما استمرت قطارات الإمداد في العمل دون عوائق. علاوة على ذلك، هاجمت أوكرانيا الجسر نفسه في عام 2022، وسرعان ما تمت استعادة إصلاحات التشغيل الكامل بالرغم من التنبؤات المماثلة بالهلاك. والواقع أن جسر القرم كان يرمز إلى سعة الحيلة الروسية في مواجهة الازدراء الغربي طيلة عقد من الزمان؛ في البداية سخر كثيرون من روسيا قائلين إن روسيا تفتقر إلى المعرفة اللازمة لبناء أطول جسر في أوروبا، حتى أن البعض توقعوا أنه سوف ينهار تحت وطأة ثقله. وعلى هذا النحو، فإن هذه الأعجوبة الهندسية القوية تدعونا إلى إعادة النظر في الصورالنمطية.

نفاذ الذخائر

وأشار التقرير إلى تداول الغرب الواسع لموضوع «ذخيرة روسيا تنفد» وينتج من بحث google عن هذه العبارة ما يقرب من عشرة ملايين نتيجة، حيث ظهرت نسخ منها في العناوين الرئيسية الغربية لمدة عام.

وانضمت إليهم كل من سي إن إن، ونيوزويك، والإيكونوميست، وفوربس، ومجلة فورين بوليسي، مرددة تقييمات مسؤولي الدفاع في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وفي يونيو 2022، توقعت صحيفة واشنطن بوست أن الذخائر الروسية ستنضب قريبًا وأن روسيا «ستستنفد قدرتها القتالية» في غضون أشهر. ومع ذلك، بحلول يونيو من عام 2023، أفادت جميع هذه المنافذ الإعلامية أن أوكرانيا كانت في الواقع تعاني من انخفاض شديد في الصواريخ والمدفعية.

وتطلق روسيا الآن ما يزيد على عشرة آلاف قذيفة مدفعية يوميا، في حين تطلق أوكرانيا خمسة آلاف فقط. ويستغرق الأمر من الولايات المتحدة أسابيع لإنتاج ما تنفقه أوكرانيا في بضعة أيام، في حين وصل حلفاء الناتو إلى «قاع البرميل» بالتبرع باحتياطياتهم لكييف.



ومن ناحية أخرى، لا تزال روسيا تتفوق في إنتاجها على الغرب على الرغم من العقوبات «المعوقة» التي كان من المفترض أن تخنق جهودها الحربية. وعلى نحو مماثل، واصلت الصواريخ الروسية ضرب أوكرانيا بعد عام من التقارير التي أفادت بأن الإنتاج سوف يتوقف قريباً لأن شركات تصنيع الأسلحة اضطرت إلى تفكيك رقائق الكمبيوتر المستخدمة في الأجهزة المنزلية. وما زلنا نسخر من ادعاء روسيا أنها ستزيد إنتاج الدبابات بمقدار 1500 في العام المقبل، أي ثلاثة أضعاف عدد الدبابات الغربية المقدمة إلى أوكرانيا.

فماذا لو صنعت روسيا المزيد من الدبابات؟

وتخسر ​​أوكرانيا الآن ما يصل إلى 10 آلاف طائرة بدون طيار شهريًا بسبب الأسلحة الروسية المضادة للطائرات بدون طيار والحرب الإلكترونية. وتقوم روسيا أيضًا بالتشويش على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتخريب أنظمة التوجيه للأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة مثل القنابل الانزلاقية JDAM ومدفعية HIMARS. وتقوم روسيا بنشر خط جديد من الطائرات بدون طيار، مثل طائرة لانسنت «كاميكازي» بدون طيار التي دمرت أو عطلت العشرات من الدبابات والمركبات المدرعة الغربية التي تم تسليمها للتو - وبالتالي إحباط الاختراق السريع الذي كان من المفترض أن يتبع المليارات من مدرعات الناتو وأشهر من تدريب الناتو.

ساحة المعركة

إن ساحة المعركة الأوكرانية عبارة عن أرض زراعية واسعة ومسطحة تتقاطع فيها شرائح من الغابات. وهي مغطاة بدفاعات جوية واسعة النطاق، وتراقبها باستمرار الأنظمة الأرضية والجوية الروسية والأوكرانية، وتغطيها طائرات المراقبة بدون طيار لكلا الجانبين.

ويذكر التقرير أنه صحيح أن الأوكرانيين ومستشاريهم في الناتو قللوا من تقدير كثافة حقول الألغام الروسية. ولكن في حين أن الألغام لها تأثير مباشر، فإنها تعمل أيضًا بشكل غير مباشر من خلال تقييد المركبات على الطرق الآمنة والمسارات الضيقة حيث تكون أهدافًا أسهل للمدفعية والطائرات بدون طيار الروسية. ففي يونيو، دمرت روسيا عمودًا كاملاً من المدرعات الأوكرانية - بما في ذلك دبابات ليوبارد الألمانية التي حصلت عليها للتو ومركبات المشاة القتالية الأمريكية برادلي - أدى هذا الانتصار المعزز لموسكو إلى إحياء ذكرى الموقع باسم «ميدان برادلي».



التحديثات الأخيرة لترسانة

أوكرانيا

مدفعية HIMARS

دبابات ليوبارد

مركبات المشاة القتالية برادلي

صواريخ ستورم شادو

الذخائر العنقودية DPICM.

روسيا

تشمل ترسانة موسكو أنظمة الحرب الإلكترونية (EW) التي تسقط الطائرات بدون طيار الأوكرانية بالعشرات

نظام التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) لمدفعية HIMARS الأمريكية الصنع

- قنابل JDAM الانزلاقية