(1)

يقول فيودور دوستويفسكي في رواية «الأخوة كارامازوف»: «الإنسان الشاذ ليس حتمًا ذلك الذي يسلك سبيل الخصوص والتفرد، حتى لقد يتفق، خلافًا لهذا، أن يحمل في ذاتِه حقيقة عصره، بينما يكون الناس، جميعُ الناس، من معاصريه، قد ابتعدوا عن هذه الحقيقة إلى حين، كأنهم دفعتهم عنها ريحٌ هبّت عليهم على حين فجأة».

والله يا عم «دوستويفسكي» أن «اليأس» بدأ يتسلل إلى النفس بسبب النتائج الأخيرة في «معركة» الوعي، ولكننا «سنقاتل» حتى النهاية، حتى وإن وجدونا عراة في الكهوف نمتطي بغلا كسيرًا.

(2)

وصفُ مشاهير السوشيال ميديا، سيما أولئك الذين يظهرون خلال أربع نوافذ، ويتساقطون في نوبة ضحك هستيرية بسبب أمر غير مضحك، أقول وصفهم بـ«النجوم» أمر فيه من التجني الشيء الكثير، لذلك اتفقت أنا وطفلتي على تسميتهم بـ«الرجوم»، طفلتي التي أحاول جاهدًا زرع التفكير النقدي لديها؛ لتتمكن من الفرز ولا تدخل ضمن القطيع الذي يصدّق كل ما تتظاهر به تلك «الرجوم».

(3)

لدى «رجوم» السوشيال ميديا إستراتيجية الجذب، والاحتفاظ، إستراتيجيتان ترتكزان على عدة نقاط:

أولا: صنع الفوارق والاختلاف، بينهم وبين الآخرين من الذين كتب الله عليهم أن يكونوا «تابعين» فقط، أولئك السذج الذين تخاطبهم الرجوم بلغة الأوامر التي تصل أحيانًا إلى مستوى «التعنيف».

(4)

ثانيًا: الكذب، والذي غالبًا يأتي «مكشوفًا»، ولكن ثمة ما تم زرعه في النفوس حول أن «التشكيك» و«التكذيب» شذوذ، وتحميل النفس ما لا تطيق، وقد يؤدي للنبذ، لذلك تجد من لا يكتفي بتصديق أن أحدهم أهدى لزوجته سيارة بقيمة مليون ريال، بل يغضب ممن يشكك بصدق الرواية.

(5)

عندما يستيقظون من «الوهم اللذيذ» سيجد من اكتسب أرقامه من «خداع»، وتلك التي اكتسبت «أرقامها» من «جسدها» أن الخروج من الدرك الأسفل أمر غير ممكن!.