في معرض فني أطلقته لجنة الفنون التشكيلية (جمعية الثقافة والفنون بالدمام) ضمن جملة مشاركاتها في مبادرة الشرقية تبدع بنسختها الرابعة لعام 2023، احتشد عشرات الفنانين التشكيليين ومتذوقي الفن التشكيلي؛ ليعبروا عن إبداعاتهم ومدى مشاركاتهم المجتمعية القائمة على إحداث حراك مجتمعي تنموي، وخلال المعرض الذي أقيم أخيرًا في مقر الجمعية استطاع المشاركون تقديم مضامين شكّلت حالة فنّية فريدة، وسط حفاوة متعطشة لاكتشاف جذوة الإبداع وملامح التجارب الإنسانية التي ترويها اللوحات المعروضة.

دمج فنّي

الفنانة التشكيلية بسمة الصقعبي، تختزل سنوات أمضتها في اسكتلندا وتحديدًا في أدنبرة، عبر لوحة طرحت بها تفاصيل المدينة حيث تكوينات وخطوط وتشكيلات وتصاميم هندسية معمارية قادت إلى صورة عامة وتفاصيل لأدنبرة وطبيعتها وهيئة البيوت داخلها، في حين عمدت الفنانة إلى التركيز على رموز ذات علاقة بفنّ العمارة لما له من أبعاد يمكن للمتلقي فهمها عند تأملها، وبمحاولة للدمج بين الفن التجريدي والتكعيبي مع الميول إلى الحياة الواقعية، بحسب تعبيرها مضيفة أن «الفن والإبداع مرآة الشعوب ولهما قدرة هائلة على التعبير، ومن هنا لمسنا أثر مبادرة الشرقية تبدع التي جمعت الفن بالثقافة والعلوم وشتى أنواع المعارف التي قادت إلى مزيج المجتمع يتعطش له».

53 عملًا

يضم المعرض 53 عملًا فنيًا من بين 139 عملًا، والذي بادرت الجمعية بتنفيذه تزامنًا مع بدء مبادرة الشرقية تبدع، حيث ربطت بين المعرض الذي سيكون الأخير في مقرها الذي مضت عليه 4 عقود استعدادًا للانتقال إلى مقرهم الجديد، وترك بصمة ذات صلة بمبادرة مجتمعية قائمة تتجدد سنويًا شهدت متغيرات على مر أربعة اعوام، إلى أن أصبحت تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ومن جانبها أوضحت المشرفة على المعرض يثرب الصدير أن «المعرض هو سرد فني بتأويلات معاصرة، فكل فنان يروي حكاية منها تراثية وأخرى ذات علاقة بالطبيعة وآخرون يبوحون بأسرار ومفاهيم مكانية وغيرها من رسائل متنوعة»، مؤكدة على دور مبادرة الشرقية تبدع في نثر بذور الإبداع داخل القطاعات وصولًا إلى ثقافة مجتمعية تسهم في صناعة فكر قادر على استيعاب متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية.

التراث الإبداعي

الفنانة التشكيلية دلال الجارودي اختارت لوحة ذات صلة بتراث منطقة الخليج العربي، حيث تُعرض لأول مرة في المملكة بعد أن لاقت استحسانا على المستوى الدولي خلال معرض «خليجنا واحد» في دولة الكويت، إذ تربط أبعاد اللوحة عبق الحضارة الخليجية القديمة، وما لها من امتداد على مرّ العصور، كما تشكّل لوحتها حالة فنّية تخلد داخلها مساحة تقود إلى فهم التاريخ بأبعاد متعددة بمحاولة من الفنانة؛ لتجمع بين جمال النخيل ورموزه ولون البحر وعطاء الأرض، وعن ذلك تشير إلى أسباب اختيارها للوحة وهي ضمن سلسلة معرض أوراق، قائلة: «يمتزج بداخلها العديد من أنواع الخط العربي لا سيما أن سلسلة معرض أوراق ذات مضامين فنية إبداعية تنسجم مع رسالة مبادرة الشرقية تبدع التي أشعلت الحراك بين عدة قطاعات».