(1)

في الفيلم المذهل «حسن ومرقص» تأليف وسيناريو الداهية يوسف معاطي وإخراج - العائش في جلباب أبيه- رامي إمام؛ قال الشيخ بلال (حسن مصطفى): «من مشيت يا شيخ حسن حسيت بالكآبة وحزنت ورحت أزور سيدنا الحسين ودعيت ربنا يعطرني فيك وأهي بركات الحسين!»، نهض «مرقص» (عمر الشريف) - مستأذنًا، فسأله الشيخ حسن العطار (عادل إمام): «على فين؟!»، فقال:«أروح أزور واحد حبيبي ما شفتوش من زمان..اشتقت له أوي»، لتذهب الكاميرا في لقطة بانورامية لـ«مرقص» وهو يقرأ الفاتحة عند قبر الحسين.

(2)

لم أستسغ هذا «العسف» في النص أولا!، ثم لم استسغ دعم «الجهل»!، كان «التكلف» جليًّا في المشهد، ولا قيمة له في السياق الدرامي، ولو أرجعت البصر لوجدت في الأمر دعم لأساليب مخالفة للعقل الصريح والنقل الصحيح، ثم ارجع البصر كرّتين لتجدن أن هذا هو القبر الثالث للحسين، فالثاني في دمشق، والأول في كربلاء، ولا تكن في ريب من أن يظهر رابع في صنعاء.

(3)

وقد ألفيتُ ثلة من المثقفين، ورهط من أدعياء الثقافة، وهم يسلكون مسالك تناقض مبادئهم، وتناهض قيمهم، وتخالف واجباتهم، فالمثقف مشعل نور، عامل نجاة، وقنديل معرفة، وحين يوجف مع أدعياء الثقافة، وينهج نهج الجهلة، ويمضي مع الحمقى، فقد استدعى الهلاك والظلام.

(4)

طمعًا في الأتباع، ومغازلة للشعوبية، وضعف شخصية، وأحايين كثيرة مكرًا وخبثًا: يعاضد بعض «المثقفين» البدع والخرافات والخزعبلات.

(5)

لا نعتب على «المثقفات»، وقليلات هن، بل العتب على مثقف - أو هكذا نظنه - يضع برجه في «البايو» والسيرة الذاتية، وآخر «ينكّب» على قبر الولي، وثالث يتوسل بميّت، ورابع يروي عن «دجال»!.

(6)

قلت لا نعتب على «الستات»، لأن لدى الجنس «الناعم» سواد غالب من «الجاهلات»، وشريحة عريضة من «المدعيات للثقافة»، ونسبة نادرة - والنادر لا حكم له - من «المقبولات ثقافيا»، ولكنهنّ يتشاركن حب الخرافة، واللامنطق، والوهم اللذيذ.