لماذا لا نبيع الرمال؟ هل تعلم أن هناك دولًا تبيع الرمال؟! نعم هناك دول لديها مشاريع إنشائية ضخمة وبعضها تدفن البحر لزيادة مساحة اليابسة. هذه فكرة تجارية بحتة ولدينا بحر رمال كامل وهو الربع الخالي (الغالي).

لا شك لدينا كمية هائلة من الرمال والتي تصلح للبيع وإيجاد طرق إبداعية اقتصادية للاستفادة منها، وعلينا بطريقة أو بأخرى بيعها! سوق الرمال العالمي سوق ملياري بامتياز. الرمال التي تبدو وكأنها مورد وفير، هي الأساس للعديد من مشاريع البناء في جميع أنحاء العالم. وفي السنوات الأخيرة، ظهر اتجاه مفاجئ وغالبًا ما يتم تجاهله -وهو التجارة الدولية للرمال- حيث تنخرط البلدان في جميع أنحاء العالم الآن في أعمال بيع الرمال للشركات العالمية والدول الأخرى، مما يؤدي إلى شبكة معقدة من الآثار البيئية والاقتصادية والجيوسياسية، وهناك طلب متزايد بسبب التحضر السريع، وتطوير البنية التحتية، وطفرة البناء في أجزاء مختلفة من العالم، وتساهم الرمال في مشاريع نوعية كالجزر الاصطناعية.

الرمال عنصر حاسم في إنتاج رقائق الخرسانة والزجاج والسيليكون، مما يجعلها موردا أساسيا لصناعات البناء والتكنولوجيا، وهناك لاعبون كبار في تجارة الرمال حيث أصبحت البلدان التي لديها مصادر وفيرة للرمال عالية الجودة لاعبين رئيسيين في هذا السوق المتطور. وقد وضعت دول مثل أستراليا والهند وماليزيا وفيتنام نفسها كموردين رئيسيين للرمال لتلبية الطلب العالمي المتزايد.

استخراج الرمال وتصديرها أصبحت صناعات مربحة لهذه البلدان، مما يساهم بشكل كبير في اقتصاداتها، وفي حين أن تجارة الرمال لها فوائد اقتصادية، إلا أنها تأتي بتكلفة بيئية كبيرة. يمكن أن يؤدي التعدين العشوائي للرمال إلى استنزاف مجاري الأنهار والمناطق الساحلية، مما يتسبب في تآكلها، وتدمير الموائل، وتعطيل النظم البيئية المائية. ويمكن أن تؤدي عملية الاستخراج أيضا إلى زيادة الترسيب، مما يؤثر سلبا على جودة المياه والحياة البحرية.

وهذا مما يسمى التعدين غير القانوني للرمال، وقد أدى ارتفاع الطلب على الرمال إلى ظهور عالم غامض من استخراج الرمال غير القانوني، ويمكن لأنشطة الاستخراج غير المنظمة، والتي غالبا ما تكون مدفوعة بالجريمة المنظمة، أن تكون لها عواقب مدمرة على البيئة والمجتمعات المحلية؛ لهذا تكافح الحكومات والمنظمات البيئية مع التحدي المتمثل في الحد من استخراج الرمال غير القانوني مع ضمان إمدادات مستدامة من هذا المورد الأساسي.

لقد أدخلت تجارة الرمال أبعادا جديدة للعلاقات الجيوسياسية حيث تجد البلدان ذات الموارد الرملية الوفيرة نفسها في مواقع إستراتيجية، وتتفاوض على صفقات مع الدول التي تعاني من النقص، وتتمتع تجارة الرمال بالقدرة على التأثير في العلاقات الدبلوماسية والعلاقات الدولية، حيث تسعى الدول إلى تأمين وصولها إلى هذه السلعة الحيوية، وإدراكا للآثار البيئية والاجتماعية لاستخراج الرمال بشكل غير خاضع للرقابة، لهذا تتخذ بعض البلدان خطوات لتنظيم هذه الصناعة، حيث أصبح تنفيذ ممارسات الاستخراج المستدامة، وإنفاذ المعايير البيئية، وتعزيز بدائل الاستخدام التقليدي للرمال، من أولويات الحكومات والمنظمات الدولية.

ولعلنا نلتفت لهذا (النفط الجديد) وننظم هذا المورد المهم بحيث نصبح في واجهة عمليات بيع الرمال العالمية ذات الجودة العالية، والأهم إدراك أن الرمال مورد طبيعي غير متجدد.