شرعت وزارة الثقافة وأمانة جدة في وضع محطات رسمية في منطقة البلد التاريخية لإطعام القطط، ضمن مبادرة «محطات إطعام القطط».

وجاءت المحطات التي تحتوي على الطعام والماء على مدار الساعة على شكل صناديق خشبية مزودة بمصب للماء من جهة، ومكان آخر مظلل للطعام.

ولقيت المبادرة ترحيبًا كبيرًا من قبل زوار المنطقة التاريخية في جدة ورأوا أنها ترفع الوعي لدي المجتمع للرفق بالحيوان.

وعلى نحو مماثل، بادرت بلدية الخبر في المنطقة الشرقية في وقت لاحق بوضع 60 موقعًا لإطعام القطط ضمن مبادرة تعد الأولى من نوعها، ويتم تجهيز هذه المواقع وتعبئتها بالطعام والإشراف عليها، فضلا عن أوعية مخصصة للقطط الهائمة في الشوارع لشرب الماء.

وإلى جانب الأعمال التي تقوم بها الجهات الرسمية، ثمة مبادرات تطوعية تقوم بها فرق جماعية وأخرى فردية تعمل على العناية بالقطط وتوفير الماء والطعام لها.

مبادرة فريق رحماء

أوضح فريق رحماء أنهم فريق تطوعي أنشئ لإنقاذ القطط والحيوانات التي تحتاج الى مساعدة ورعاية طبية، وأنه يتطلع إلى تقديم نموذج مثالي يحتذى به في المبادرات والرفق بالحيوان، وأن يشكلوا أكبر ملجأ لاحتواء كافة الحيوانات المهملة في جدة ومكة المكرمة، وتقديم الرعاية والعناية التي تحتاجها القطط والحيوانات.

ويعمل الفريق على إطعام القطط وعلاجها، ويسهم في احتضان القطط أثناء فترة العلاج، كما يساعد في تبني الحيوانات الأليفة، ونشر الوعي في المجتمع بالرفق بالحيوان.

ويقدم الفريق مبادرات ميدانية أسبوعية لإنقاذ القطط في الأحياء الخاضعة للتطوير ونقلها إلى أحياء آمنة، كما يعمل على مبادرات يومية توفر وتوزع الطعام على القطط الجائعة في كافة الأحياء المهجورة، إضافة إلى مبادرة علاج واحتضان القطط المصابة في الأحياء المهجورة ومتابعة حالتها إلى أن تتماثل في الشفاء، وعرضها للتبني بعد أن تنتهي من علاجها.

شرائح إلكترونية للمتبنية

ضمن مبادراته، عمل فريق رحماء على زرع شرائح إلكترونية للقطط المتبنية بما يمنع رمي تلك القطط في الشارع، حيث تتضمن معلومات الشريحة بيانات عن المتبني، كما تمنع البيع والشراء والتجارة بالقطط.

وأكد الفريق أن عدد القطط التي يتم إطعامها شهريًا من 4 إلى 5 آلاف قطة بشكل شبه يومي، وأن وزن الطعام المستهلك خلال الشهر الواحد لإطعام قطط الأحياء المزالة بجدة من 2 إلى 3 طن دراي فود، وما يقارب نصف الطن من الأكل رطب مثل الدجاج واللحم والمعلبات.

وأشار الفريق إلى أن قطط الأحياء المهجورة تنقل إلى أحياء سكنية يكون الفريق مسؤولا عن إطعام القطط فيها، وأنه لا تقبل التبرعات النقدية للفريق، بل يمكن تحويل أي تبرعات نقدية للموردين والمحلات المتعاونة مع الفريق، مع إمكانية استقبال الدعم العيني للإنقاذ مثل أدوات الإنقاذ، أو أي أدوات لازمة يشتريها المتبرع من أي متجر، وتسلم من المورد لأعضاء الفريق.

مباردة أنابيب إطعام القطط

بادر فريق «رفق جدة» إلى إطعام القطط عن طريق توفير أنابيب يوضع بها الطعام بطريقة جذابة وتحافظ على نظافة البيئة إلى جانب أنابيب المياه.

وبدأ هذا العمل في الرياض ثم انتقل إلى جدة، وكانت أول محطاته حي المحمدية بجدة، ومن ثم انتقل إلى أحياء البساتين، الوزيرية، النزلة الشرقية، الحمراء شارع فلسطين، والفيصلية، ويبلغ سعر الأنابيب 80 ريالا، ويتحمل الفريق التركيب والتوصيل إلى المكان.

مبادرات فردية

يقول علي الغامدي إنه بدأ عمله في مجال إطعام القطط على نفقته الخاصة، حيث يشتري كل أسبوع كيسًا من الطعام الجاف 20 كلج، ومنذ ينتهي عمله الرسمي يبدأ التجوال في شوارع أحياء جدة بحثًا عن القطط الجائعة وتقديم الطعام والماء لها.

وأوضح «صادف عددًا من المواقف مؤثرة أثناء إطعامي للقطط، فقد عثرت على قطة جائعة أوشكت على الهلاك مع صغارها، وهذا ما دفعني للعمل بشكل متواصل على تقديم الطعام لهذه الحيوانات الأليفة».

وتابع بأسف «بعض فئات المجتمع ترفض فكرة تقديم الطعام لهذه الحيوانات بحجة أن الطعام المقدم قد يشوه منظر المكان»، مشيرًا إلى أنه يضع الطعام في علب بلاستيكية للحفاظ على نظافة الموقع، ويتم التخلص من تلك العبوات بعد الانتهاء منها.

تجربة فريدة

تقول طيف الحمياني: إن تجربتها في إنقاذ القطط بدأت بعد مشهد مؤلم لقطة فقدت قدميها الخلفيتين، بعدما دهستها مركبة عابرة، ومن هنا بدأت رحلة إنقاذ القطط المريضة، وإجراء عمليات تعقيم لها وعرضها للتبني، أما القطط ذات الاحتياجات الخاصة فأقدم لها الطعام والماء، وأكرر الزيارة لها بموقعها للاهتمام والرعاية.

وبينت أن أشد الصعوبات التي تواجه منقذي القطط هي عدم توفر ملاجئ رسمية مجهزة بأطباء للحالات المريضة والمصابة نتجة حوداث السيارات، إضافة لنقص وعي المجتمع حول الرفق بالحيوان.

مشروع للرفق بالحيوان

طالب عبدالله أحمد، وهو من المبادرين لإطعام القطط بشوارع جدة، بأن يكون هناك مشروع يهتم بالرفق بالحيوان تحت مظلة جهة رسمية، بحيث يستطيع المتطوعون وعبر هذه الجهة الحصول على الدعم لتوفير الملاجئ والطعام والعيادات للقطط، إضافة لرفع مستوى الوعي في المجتمع للاهتمام بهذه الحيوانات.

وقال «خلال رحلة الإطعام ألاحظ أن كثيرًا من تلك القطط تعاني من أمراض العيون، وشدة الهزال نتيجة الجوع، إضافة لمعاناة بعضها من الكسور والجروح».