تزخر منطقة جازان بالعديد من المتاحف التراثية، ولكن متحف محمد التاريخي لحضارات جازان للدكتور علي عواجي متحف مختلف في مقتنياته.

يضم المتحف عددا من القطع مقسمة حسب العصور التاريخية، لتعيش فيه متعة قراءة تاريخ البشر عبر السنين، منها العصر الحجري والعصر المتوسط والحديث، من الأدوات الزراعية والصناعية والحربية والطب والأواني الفخارية والحجرية والحلي والزينة المتعددة الأشكال والأحجام.

ومن خلال هذا المتحف، أقف أمام العقل البشري المعجزة الذي ابتكر احتياجاته منذ ذلك العصر «المطبق بالصمت»، وترجم المشاعر والأحاسيس بالصور، وعبر عنها بالنقش والتنقيط.. عزف الليل نديا، وانطلق الصباح ضحوكا، وعاش يبحث ماذا خلف الأفق.

أقف أمام تاريخ وحضارة أمم متعددة وضعت بصمة أسلوب حياة الإنسان في منطقة جازان العريقة، وهو أسلوب يستحق قراءة من تلك الحقبة الموغلة بالقدم حتى هذه اللحظة.

تبادر السؤال والإجابة بمخيلتي، ليستقر بين المعلوم والمجهول: هل الإنسان ابتكر احتياجاته المادية أولا ثم انبثق منها اللامادي أم العكس؟.

التاريخ البشري قادر على الفصل بينهما، فالإنسان ابتكر احتياجاته من الصور المحيطة به، وكما قلت سابقا: كل فكرة مبتكرة لها صورة أخرى في مكان ما، فلا يمكن للإنسان أن يبتكر شيئا من العدم، ثم جاءت التسمية مشتقة من الطبيعة التي هيأها الله، ليتمكن الإنسان من أداء رسالة الخلافة في الأرض.

وطننا يزخر بالتراث والتاريخ والثقافة والعلم، ومتحف محمد الحضاري بجازان يجسد تاريخ منطقة في وطن علم في رأسه نار.

شكرا للدكتور علي عواجي على هذا الجهد الذي بذله منذ عقدين من الزمن، لجمع الآثار التاريخية في المنطقة، والسعي قدما لتعريف الأجيال القادمة بالتاريخ البشري لمنطقة جازان.