هناك وسيلتان للحد من هذه الأفلام الهابطة: طريقة الترغيب وطريقة الترهيب وتعتمد الطريقتان على عدة وسائل مختلفة.

لا يمكن أن يقوم عمل فنى ناجح دون أن يتضمن هذا العمل فكرة أو رأيًا أو مبدأ أو مشكلة تهم الإنسان وتهم المجتمع المحلي والعالمي، فإذا وجدت الفكرة الجيدة وجب معالجتها علاجًا صحيحًا دون مجاملة أو تستطيح أو تزييف لإرضاء مجموعة من الناس أو خوفًا من جهة ما والفكرة الجيدة والمعالجة الناضجة تحتاج إلى وضع وتقديم الحل الصحيح لهذه المشكلة، فإذا لم يجد الفنان الحل السليم والصحيح كان عليه أن يعرض المشكلة فقط ويترك حلها للجماهير، حتى لا يخطىء فيهبط بالعمل الفني إلى الحضيض، فإذا أحسن اختيار الموضوع وتمت معالجته سينمائيًا علاجًا صحيحًا وجب الاهتمام بالنواحي الفنية كالإخراج بالتصوير والديكور والمونتاج والموسيقى.. إلخ من النواحي التي تسهم مساهمة فعلية في تقديم العمل الناجح إلى الجمهور لذلك فهذه النقاط في الهدف الأول لعملية الإصلاح، إذ أن الأفلام الهابطة التي تسيء إلى فن السينما وتسيء إلى سمعة مصر وتسيء إلى الإنسانية، أصبحت كثيرة العدد مما جعلها تطغى على الأفلام الجيدة

وهناك وسيلتان للحد من هذه الأفلام الهابطة: طريقة الترغيب وطريقة الترهيب وتعتمد الطريقتان على عدة وسائل مختلفة بعضها يأتي قبل البدء في العمل والبعض يأتي بعد الانتهاء منه. أولا: الجوائز المادية والأدبية التي ابتدأت وزارة الثقافة (صندوق التنمية الثقافية) فى منحها للأفلام الجيدة ولاشك أن هذه الجوائز ستساعد المنتجين على إنتاج أفلام جيدة والبعد عن الأفلام الهابطة.

ثانيًا: محاولة منع عرض الأفلام الهابطة في دور السينما حتى لا تزاحم الأقلام الجيدة بالرغم من أن هذه الأفلام لا تعرض في دور السينما أكثر من أسبوع وأصحابها يهدفون أولًا لتصديرها لأن جمهورنا لا يقبلها.

ثالثًا: محاولة منع الأقلام الهابطة من التصدير للخارج إذ أنها تسيء إلى سمعتنا الفنية والوطنية وهناك رأي يقول بضرورة معاقبة أصحاب الأفلام الهابطة أو على الأقل معاتبتهم.

حتى لا تترك المسألة دون رقيب، فمنتجو الأفلام الهابطة يجب أن تحاكمهم غرفة السينما والفنيون يجب أن تعاقبهم نقابة المهن السينمائية، والفنانون يجب أن تعاقبهم نقابة المهن التمثيلية وهو ما يحدث في جميع النقابات المهنية التي يسىء أعضاؤها إلى مهنتهم. كما يعطى الفنان المتميز جائزة على إبداعه الفني. لماذا لا يعاقب من يسيء إلى فنه ومجتمعه ووطنه؟

1992*

*مخرج يعد رائد الواقعية في السينما المصرية «1915 – 1996»