استشهادي بالحديثين الشريفين؛ لغصتي بفقداني لعمي وحبيبي السيد طه بن حسن فدعق، الذي رحل لدار البقاء، ظهر الثلاثاء الماضي، بعد 72 سنة جميلة قضاها مسترشدا بتعليمات والده سيدي الجد، الفقيه الشافعي، والإمام بالمسجد الحرام، في خدمة مجلسه العلمي ومرتاديه، جنبا إلى جنب مع والدي وأعمامي، رحم الله من سبق، وحفظ الباقين، إضافة لتخرجه في مدارس الفلاح بمكة المكرمة عام 1395، ثم نيله درجة البكالوريوس في»الحضارة والنظم الإسلامية«من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، بجامعة أم القرى عام 1402، وعمله مباشرة في مركز»الوسائل وتقنيات التعليم والتلفزيون التعليمي»، التابع آنذاك لإدارة الخدمات والتعليمية والفنية بالجامعة، حتى تقاعده النظامي عام 1433، وكان بشهادة المنسوبين الذين مروا عليه مثالا للإنسان الفاضل الصادق المخلص، ولم يفارقهم، ولا من درس معهم إلا في الـ6 سنوات الأخيرة التي أقعده فيها مرض أصاب أعصابه، وأثر في تحركاته، محاطا برعاية زوجه ابنة الرجل الشهم العم السيد علوي بن علي فدعق، وأولاده وبناته، إخوتي وأخواتي محمد ويوسف ويونس وإسراء ولجين، بارك الله فيهم، وجبر مصابهم والجميع..
أختم بأن الموت والتفكير فيه قد يرشد الأسوياء للحياة، بخاصة وأنه وبما يحفل من دروس وعبر قادر على تبصرتنا بما عندنا، ومحفز على التقليل من اهتمامنا بالتفاهات، ويعطينا الراحة من القلق، ويعيد ترتيب أولوياتنا، ويبعدنا عن الانغماس الأعمى في العالم الدنيوي، ويؤكد لنا أهمية العلاقات الاجتماعية الطيبة والإحسان، وبشاعة التسلط والقوة الظالمة وغيرها من التصنعات والمظاهر، ومختلف الزائفات؛ رحم الله عمي طه، وكل من سلف ممن أحاطنا بقلبه، أو أحاطته قلوبنا.