تعد صناعة السياحة والفنادق والمطاعم والمقاهي من الأنشطة الاقتصادية كثيفة الاحتياج للعمالة في جميع أنحاء العالم بشكل عام وفي المملكة العربية السعودية بشكل خاص. فقد بلغ عدد المطاعم الجديدة التي تم تسجيلها عام 2023 نحو 4 آلاف بارتفاع 5% عن العام الماضي، ليبلغ إجمالي عدد المطاعم في السعودية نحو 70 ألف مطعم و 100 ألف شركة تعمل في مجال تقديم المنتجات الغذائية الجاهزة من خضار ولحوم ودجاج وعصائر. وقد أدى تعافي قطاع الغذاء بشكل كامل من جائحة كورونا كنتيجة مباشرة لحزم الدعم المتعددة التي قدمتها الدولة والتي وصلت إلى 150 مبادرة دعمت القطاع الخاص والعاملين فيه، مما أدى إلى معاودة نمو القطاع بشكل ملحوظ أكثر من ذي قبل. وتشير توقعات العديد من الخبراء إلى أن استضافة المملكة العربية السعودية لـ"إكسبو 2030" بجانب اكتمال مستهدفات الرؤية ستدعمان هذا القطاع بشكل أكبر وتغير من اتجاهاته. كما تشير الأرقام عدد إلى أن عدد السعوديين العاملين في قطاع السياحة بلغ نحو 189 ألفاً، من أصل 726 ألف موظف في المملكة، ما يشكّل 26%، ويشكّل التسرُّب من هذا القطاع نحو 65 ألف موظف. ولرفع معدل وكفاءة توطين الوظائف السياحية والفندقية أقترح العمل على محورين:

المحور الأول: التثقيفي من خلال تكريس الدراما والفن لتشجيع الشباب والشابات على الالتحاق بقطاع السياحة، وجذب الأكفاء منهم، وتقديم قصص ونماذج ناجحة في سياق درامي هادف.

المحور الثاني: سن نظام لتفويض صلاحيات المدراء والمشرفين للكوادر الوطنية السعودية الذين أمضوا فترات تدريبية في جميع الأقسام للتأهيل للقيادة (Surplus Training) ويكون هذا التفويض إجباريًا لبعض الوقت ولفترة محددة على مدار الشهر والسنة. مع إجراء تقييم من جهة محايدة لتقييم الموظف الذي تم تفويضه كمدير مؤقت. حيث يعد تفويض الصلاحيات والمهام أحد فنون القيادة وهو أمر يساهم في تعدد القيادات داخل المؤسسات، ويساهم في نجاحاتها بصورة كبيرة. وإذا تم التفويض بصورة مهنية سليمة وفعالة سيكون بمثابة أسلوب متميز وفعال لزيادة الفئة القيادية داخل المؤسسات وخلق كفاءات من الصفوف الثانية والثالثة داخلها.