شهد الوسطان المعماري والإنشائي في السعودية اهتمامًا وجدلًا واسعين، خلال اليومين الماضيين على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع «فيديو» قصير، يظهر خلو واجهة منزل قيد الإنشاء، لعائلة سعودية في الأحساء، من النوافذ باستثناء «نافذة» واحدة فقط قريبة من أحد أركان الفيلا، وتضمن الفيديو، الإشارة إلى توسط الحديقة الداخلية في الفيلا، ووضع نوافذ «داخلية» مطلة على الحديقة من الداخل.

الأفكار المبتكرة

تفاعل متابعون في وسائل التواصل الاجتماعي «إيجابيًا» مع التصميم، مؤكدين أنه جريء ومبتكر، ويعكس الاندماج بين التراث المعماري السعودي والابتكارات الحديثة، وتوقعوا أن يلهم هذا النموذج المصممين والعائلات والمجتمع لاستكشاف المزيد من الأفكار الجديدة والمبتكرة في تصميم المساكن في المستقبل، مع الحفاظ على الهوية المحلية والتوافق مع البيئة المحيطة، فضلًا إلى أنه يعكس التطور المستمر للمجتمع السعودي، ورغبته في دمج الحداثة والتراث في حياته اليومية، مشيدين بالاستفادة من الثقافة السعودية التقليدية ودمجها بشكل معاصر في التصميم الداخلي.

احتياجات العائلة

فيما أبدى آخرون قلقهم إزاء تأثير عدم وجود نوافذ خارجية تقليدية على إضاءة المنزل وتهويته، وقد يكون غير عملي في المناطق ذات المناخ الحار، حيث يزيد من درجة حرارة المنزل، ومع ذلك، يجب ملاحظة أن التصميم تم اعتماده بناءً على احتياجات العائلة وتفضيلاتهم، وتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان راحة السكان داخل المنزل.

فقدان الهوية المحلية

أبان المصمم السعودي المهندس عمار ناصر البطاط (صاحب المكتب الهندسي المصمم للفيلا)، أن التصميم، يعتبر استلهامًا من البيوت السعودية التقليدية، التي تتميز بالاستمتاع بالإطلالة الداخلية والانفتاح على «الحوي»، وهو عبارة عن فناء مفتوح في وسط المنزل، مبينًا أن المساكن في السعودية، تواجه تحديات عديدة، من بينها: فقدان الهوية المحلية والتوافق البيئي، انتشار التصميمات الأجنبية وفقدان التراث المعماري التقليدي، وذلك مع تزايد النمو الاقتصادي وارتفاع الدخل في المملكة، واستيراد مهندسين وفنيين أجانب.

جائحة كوفيد-19

قال البطاط: في السنوات الأخيرة، شهدت السعودية تجاوبًا متزايدًا مع الثقافة المحلية والهوية السعودية، وبعد أزمة جائحة «كوفيد-19»، وفترات الحجر المنزلي، ازداد إدراك الناس لأهمية الحدائق كمساحات للاسترخاء والتنفس، وبدأ الأفراد في تجديد حدائق منازلهم وإحيائها.