يؤكد بحث جديد أن الإنترنت يسهم في الأشكال المعاصرة من كراهية النساء، والتي تعكس التقدم المحرز في معاملة المجتمع للمرأة.

تقول الخبيرة اللغوية، الباحثة ديبورا كاميرون إنه بالرغم من التقدم القانوني الكبير في مجال حقوق المرأة، فإن النساء ما زلن يواجهن سوء المعاملة عبر الإنترنت، بما في ذلك التهديدات بالاغتصاب، مما يثنيهن عن تولي الأدوار العامة.

ويشير هذا إلى أن التحيز والتمييز وسوء المعاملة عوامل قد تكيفت لتعكس الظروف الحديثة.

تمييز حسب الجنس

يتعمق كتاب كاميرون «اللغة والتمييز الجنسي وكراهية النساء» في كيفية ظهور التمييز الجنسي وكراهية النساء في الإعلانات ووسائل الإعلام اليوم. ويغطي موضوعات رائجة مثل ظهور مفهوم «الزوجة التجارية»، و«المانوسفير» وهي مجموعة غير منظمة من الإئتلافات الكارهة للنساء الناشطة عن طريق التطبيق الحاسوبي، وعادة ما تكون ذات صلة باليمين البديل.

«إن عودة كراهية النساء العلنية واضحة في كل من السياسة والثقافة الشعبية».

تقول البروفيسورة كاميرون، من جامعة أكسفورد «بالرغم من أن كراهية النساء في القرن الـ21 تبدو متخلفة سياسيًا، فإن أسلوبها وطريقة التعبير عنها تنتمي إلى الحاضر».

دور وسائل التواصل

يناقش البحث دور منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك في الترويج للأفكار المعادية للنساء، مما أدى إلى زيادة التهديدات والإساءات عبر الإنترنت ضد المرأة.

قد تؤثر هذه التهديدات على النساء وتقودهن إلى التراجع عن الأدوار المهمة، كما هو الحال في السياسة، حيث يحصلن في كثير من الأحيان على وقت أقل للتحدث من الرجال.

تقول كاميرون «تجد الدراسات الاستقصائية باستمرار أن معظم النساء اللواتي يستخدمن الإنترنت لديهن بعض الخبرة في الإساءة عبر الإنترنت، تمامًا كما أن معظمهن لديهن بعض الخبرة في التعرض للتحرش خارج الإنترنت، في الشارع، أو في وسائل النقل العام».

وتتابع «بالنسبة لبعض النساء - اللواتي يتمتعن بمكانة عامة عالية ـ على سبيل المثال في السياسة أو النشاط السياسي أو وسائل الإعلام - فقد أصبحت هذه مشكلة أكثر خطورة. وبالرغم من أنهم لم يعدن مستبعدين بالطرق التي كنّ عليها قبل مائة عام، فإن الواقع أو الخوف من تعرضهن لوابل من الاغتصاب والتهديدات بالقتل يدفع كثيرات إلى استبعاد أنفسهن أو عزل أنفسهن.

الرد باللغة

مع ذلك، تعترف البروفيسور كاميرون أيضًا أن النساء يستخدمن اللغة كأداة للرد، وخلق مصطلحات جديدة، واستعادة الافتراءات المهينة، والدعوة إلى التغييرات في التقارير الإعلامية، وتعريفات القاموس، ولغة الإعلان عن الوظائف.

وتضيف كاميرون «اللغة المتحيزة جنسيًا والمعادية للنساء منتشرة في كل مكان، وهي لغة ماكرة، وفي عصر يقال لنا فيه كثيرًا إنها لم تعد تمثل مشكلة، فإن الأشكال التي تتخذها يمكن أن تكون «خفية» لمحاربته، نحتاج إلى أن نكون قادرين على رؤيته وفهم كيفية عمله، وهذا هو الهدف الحقيقي لهذا الكتاب».

إدامة التمييز

تستكشف عالمة اللغة النسوية الرائدة، ديبورا كاميرون دور اللغة والخطاب في إدامة التمييز الجنسي وكراهية النساء في القرن الـ21.

تغطي كيفية تطور التعبير اللغوي عن التحيز ضد المرأة خلال الـ50 عامًا الماضية، مؤلفة مدونة اللغة: دليل نسوي يولي اهتمامًا لاستمرار المشكلات المألوفة، مثل هيمنة الرجال في عدد من البيئات التفاعلية، وإلى ظهور تحديات جديدة مثل الصعود العالمي للتطرف المعادي للنساء عبر الإنترنت.

يزود الكتاب الطلاب والقراء العامين بمسح حديث للأفكار والمناقشات والأبحاث حول مجموعة واسعة من المواضيع الرئيسة، بما في ذلك المواقف الجنسية تجاه خطاب المرأة، والتحرش الجنسي اللفظي في الأماكن العامة عبر الإنترنت وعلى الإنترنت، والتحيز في المفردات والمفاهيم.