لم تتردد وزيرة التجارة الأمريكية في التشكيك بالقيادة الأمريكية للتكنولوجيا برمّتها إذا لم تنجح في قيادة صناعة الرقائق الإلكترونية المتطورة على مستوى العالم بحلول عام 2030، وليس مجرد الاكتفاء الذاتي.

وتحدثت جينا ريموندو بإسهاب عن صناعة الرقائق في كلمة لها أمام مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، وأعربت عن ثقتها في قدرة بلادها على استيعاب إنتاج حاجة وادي السيليكون من إمدادات الرقائق الإلكترونية المتطورة بالكامل، بما في ذلك تلك التي تعد أساسية للذكاء الاصطناعي.

وتأتي تعليقاتها في الوقت الذي تتطلع فيه الولايات المتحدة إلى تأكيد ريادتها في هذا المجال، وخاصة صناعة الرقائق اللازمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن القومي وأيضا المنافسة مع الصين. وكشفت ريموندو للمرة الأولى عن حجم الإنتاج المتوقع للولايات المتحدة من الرقائق المتطورة بحلول نهاية العقد، وهو 20 % من حجم الصناعة على مستوى العالم، وهذا كله لأن «الاستثمارات الأمريكية ستضع هذا البلد على المسار الصحيح في هذا المجال» وفق تقرير لوكالة فرانس برس.

وهذه الخطوة تعد حاسمة، والإعلان عنها ضروري لطمأنة القطاع أن الخطط تسير بنجاح، وهذه الطمأنة ضرورية للمستثمرين لأن نسبة إنتاج هذه الرقائق في الولايات المتحدة اليوم هي «صفر».

وتعتقد وزيرة التجارة الأمريكية أن بلادها ستنجح في إنتاج الذاكرة المتطورة التي تعد أيضاً مدخلا بالغ الأهمية لأنظمة الذكاء الاصطناعي الذي «غيّر قواعد اللعبة» في زيادة الطلب على رقائق أشباه الموصلات المتطورة.

وقالت: «الحقيقة القاسية هي أن الولايات المتحدة لا تستطيع قيادة العالم كدولة رائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار على مثل هذا الأساس الهش، نحن بحاجة إلى صنع هذه الرقائق في أمريكا».

وتمنح الولايات المتحدة الأولوية في الاستثمار والمساعدات للمشاريع التي سيبدأ تشغيلها بحلول عام 2030.

وأعلنت وزارة التجارة هذا الشهر عن خطط لمنح شركة «غلوبال فاوندريز» لصناعة الرقائق 1.5 مليار دولار من التمويل المباشر لتعزيز الإنتاج محليا بموجب «قانون الرقائق».