بدأت شركة مايكروسوفت حيث كان بيل جيتس يعمل على نظام التشغيل «ويندوز» في كراج «مرآب» منزل أسرته، وبدأت كذلك شركة أبل وأمازون وكثير من الشركات من المرآب، وهذا ما سمعناه فقط، وكثير منا يعتقد أن وجود فكرة لديك أو منتج فقط سوف يجعل من شركتك تساوي تريليونات الريالات! ولكن نحتاج لنسرد قصة وسرد كيف يمرون رواد الأعمال وكيف هذه البيئة أصبحت اليوم أكثر سهولة ووصولا للاستثمارات وكذلك التوسع والنمو، وهو عكس ما كان سابقا من مواجهة تحديات كثيرة مثل التشريعات والأنظمة وكذلك إقناع المستثمرين حينها أن يؤمنوا بمشروعك ليقوموا بضخ أموال فيه، حيث عند بدء شركة أبل كان لديهم شخص أعطاهم مبلغاً وهو 250 ألف دولار ليكون شريكا ويساعدهم على شراء بعض الاحتياجات لبناء أول كمبيوتر! ولكنه بعد فترة طلب استعادة المبلغ، بعض التقارير قالت إن المبلغ الذي وضعه يساوي اليوم أكثر من 900 مليار دولار.

حسنًا، رواد ورائدات الأعمال الرقميون يحتاجون لعدة نصائح لبدء رحلتهم، وكيف ستكون خطواتك حتى تجعل مشروعك حقيقياً، وهي البدء من «الفكرة» وهي كل شيء، وعند بدء فكرتك انتقل لمرحلة يطلق عليها MVP وهي صنع نموذج لتطبق عليه مشروعك بأقل تكلفة، مثلا تطبيق توصيل وجبات طعام يوميه، اعمل بنفسك واتفق مع مطعم واتفق مع خمسة من العملاء الذين تعرفهم، وقم بتوصيل الطلبات لهم بشكل يومي، وفي هذه المرحلة تعرف أكثر على نمط العمل وكيف تصلح أخطاء التطبيق وكيف تستقبل الطلبات وكيف تقوم بتطويره وجعله بشكل أفضل، إن لم تكن لديك خبرة في البرمجة تستطيع إدخال مبرمج معك كشريك حيث يبني التطبيق وأنت مسؤول عن الإدارة والعمليات والتشغيل، من هنا أنت وفكرتك ونموذج أولي بأقل تكلفة جاهزين، تستطيع الآن أو حتى في بناء الفكرة الذهاب لمراكز دعم الرواد مثل مركز ريادة الأعمال الرقمية التابع لوزارة الاتصالات وكذلك مركز ذكاء وinspireu وغيرها، التي تدعم في تخصيص مكان لك وشريكك لكي تكونوا في بيئة عملية حيث سيقدمون لكم خدمات مثل كوبون لاستضافة تطبيقك مجانا لمدة، وكذلك بعض الخدمات كالرسائل للتطبيق ومحفزات أخرى كالاستشارات القانونية والتسويقية وتسمى هذه المرحلة بمرحلة «الحاضنة» وبعد انتهاء هذه المرحلة وجاهزية تطبيقك ومشروعك واستعدادك للوجود في السوق لتقديم خدماتك للجمهور، ستنتقل إلى مرحلة «المسرعة» وهي تسريع وجودك في السوق مع استثمارات تقدم لك بناء على تجاربك في فترة الحاضنة ورسم خطة لعدة سنوات تستهدف فيها عدة مكاسب بناء على أرقام تعرضها على مستثمرين وصناديق استثمارية تجعلهم يعجبون ويؤمنون بفكرتك ويدخلون كمستثمرين بحصص من الأسهم، حيث ستكون المراكز التي ذكرتها معنية بتوفير الحاضنة وتنظيم المسرعات وجمع المستثمرين والاستشارات، وهي رحلة اليوم أبسط بكثير منذ زمن قديم، فالمستثمر اليوم يرى نجاحات الرقمية وكلنا نرى التمكين اليوم الحاصل في مملكتنا الحبيبة وكذلك التطور الكبير في هذا القطاع، فلا تضيعوا الفرصة.