قبل نهاية كل عام ميلادي وتحديدا خلال الفترة الشتوية تبدأ عملية تعطيش أغصان العنب والتي تستمر لمدة تتراوح ما بين الشهرين والثلاثة أشهر، لتنتهي تلك العملية مع أول أيام فصل الربيع، مع اعتدال الأجواء بالعديد من المناطق، لتبدأ المرحلة الفعلية لحطيب العنب «التقليم».

أغصان وجذوع

يبدأ المزارعون بقرى ومراكز ومحافظات منطقة نجران استقطاب ذوي الخبرة من العمالة الذين يجيدون تلك العملية، وهي تقليم الأغصان الممتدة جذورها من الأرض وتتفرد وتمتد عبر أسلاك التعريش وحبال قد أعدت لهذا الغرض، وقبل مرحلة التقليم يكون المزارعون جهزوا الأحواض حول كل جذع منتصب من أسفل الأرض، ويتم وضع السماد الحيواني داخل كل حوض لتستمر مرحلة التحطيب أو التقليم الجائر، وبعد فترة تتراوح بين 5 أيام و 7 أيام تغمر تلك الأحواض بالمياه، ويتم رشها بالمبيد الذي يقضي على الفطريات، ويترك لفترة 10 أيام، وبعدها تبدأ مرحلة التوريق للأغصان والجذوع الممتدة، وبعد مرور شهر تقريبا يقوم المزارعون بتخفيف الأوراق، وهذه العملية تسمى وتشتهر بين المزارعين بنجران بـ (العلف) ومع مرور 4 أشهر تبدأ ثمار العنب بالنضوج لتتم عمليات القطف والحصاد سواء العنب الأبيض أو الأسود الذي تشتهر به منطقة نجران لتميزه عن غيره بطعمه السكري.

أجواء ربيعية

من جهته قال المزارع علي آل حريد إن المزارعين يحرصون هذه الأيام على التواجد بمزارعهم لغرس العنب وإتمام عملية الحطيب، وهي تقليم الأغصان وغمرها بالمياه والعناية بها وتزويد الأرض والأحواض بالسماد الطبيعي، والتخلص من أي فطريات تظهر على الأغصان والجذوع، وتعتبر هذه الفترة هي الأنسب تماما لهذه العملية، ويحرص الكثيرون على زراعة العديد من الأغصان للتكاثر باختيار الأغصان والجذوع الخضراء الخارجة من الجذوع القديمة وغرسها وتقليمها وغمرها بالمياه، لتبدأ في النمو حتى تصل إلى الأعلى، وتبدأ في التمديد فوق الأسلاك المعدة، وأضاف أنه في الوقت الذي تشهد فيه العديد من المناطق الشمالية أجواء شديدة البرودة، فإن بعض المناطق الجنوبية كنجران وجازان تشهد أجواء ربيعية معتدلة وهي الأنسب لمرحلة الحطيب.