في كل دائرة حكومية، وأي مؤسسة أهلية، توجد شخصية استثنائية متميزة في أدائها لعملها الوظيفي بوجه من الوجوه، شخصية منفردة في النهوض بمهامها الرسمية المناطة بها، شخصية تولي واجباتها النظامية الموكلة إليها أهمية قصوى.

الموظف المثالي الفريد في نوعه، هو موظف يعشق عمله ووظيفته بصورة منقطعة النظير، يعشقها بصورة تفوق العادة المعهودة في باقي الموظفين، موظف يمسك بزمام أمورها، مدرك تماماً لمايقوم بها من تكاليف أوكلت إليه، موظف يشعرك كمراجع وكمستفيد أنك صاحب القرار في الدائرة الحكومية التي تقوم بمراجعتها وينبئك وأنت في الشركة التي لك بها حاجة فيها تريد أن تقضى وتنجز لك كأنها قد أنجزت مسبقًا لك -اعتبر موضوعك منتهي -، موظف تستشعر من خلال ذلك أنه جند نفسه لخدمتك أنت وليس أحد سواك، موظف يحسن التعامل مع المواقف الصعبة حتى يذللها من أجلك، موظف ينتظر حضورك كي يقوم بواجبه اتجاهك، موظف يستقبلك بابتسامة تشعرك وكأن بينك وبينه علاقة وسابق معرفة، بالرغم من أن الأمر خلاف ذلك، موظف يسعى جاهدًا لراحة قلبك وسعادة نفسك.

في إدارة تعليم شرق جده بنين، وفي إطار البحث عن حل لمعضلة عملية نقل أبني من مدرسة إلى مدرسة أخرى -لن أضيع وقتكم بالخوض في تفاصيلها - صادفت إحدى تلك الشخصيات التي وظفت كل إمكانيتها لتذليل الصعوبات وإزالة العقبات أمام الطلاب وأولياء أمورهم، إنه الأستاذ شرف الزهراني فالمراجعين هناك كانوا كثر، والمعاملات أيضًا كثيرة والكل يريد إنهاء معاملته الخاصة به، مع هذا فإن الأستاذ شرف الزهراني لم يتوان في خدمتنا وحل مشكلتنا المدرسية المتعلقة بالأبناء، لا أزكيه على الله، لكن هذا هو الواقع، كثر الله من أمثاله وجعل عمله ذاك في موازين حسناته، فهو بحق نموذج للموظف المثالي.