إن ظاهرة كثرة الأسئلة لا تعني فلسفة فكرية أو ما يعرف بالأسئلة الجدلية والتنوع الثقافي ولا تدخل في تغيير معتقد مبني على معرفة ثقافة جديدة نتجت عن بحث علمي طويل الأمد أحدثت نقلة نوعية للمرء وللمجتمع من مستوى إلى مستوى وعالم مختلف تماما بل ولم يعرف له من سابق معرفة بعيدا عن التخصصات العلمية المغايرة والمختلفة عن تاريخه العلمي والبعض منهم قد لا يحمل أي مؤهل علمي وظهوره بصورة مفاجئة تعتبر مجرد ثرثرة ثقافية دعائية تبناها بعض مواقع الإعلام والترندات في مواقع التواصل ليس لها أصل ولا تعتبر من التنوع الثقافي الأصيل وهذا الأمر يندرج تحته العوام والنخب على حد سواء ومع انتشار ما يعرف بفلسفة الأسئلة الشكية بقصد دخول معترك عوالم الجدل الفارغ من الحقائق الصحيحة وما يجري إلا إعادة لما نشر قبل مئات السنين مع الأخذ بالاعتبار في طريقة تدوير وطرح الأسئلة وعرضها بشكل مثير للمجتمع.بينما يراها المفكرين أهل الاختصاص مجرد أسئلة تبحث عن أجوبة ليس لها دخل في محاولة البحث عن الذات بين المعرفة والفكر. وما الخلط ما بين اكتساب ثقافة معرفية مبنية على مصادر علمية وأخرى فكرية تحتاج إلى وقت طويل وبحث وتحري ودقة في المصادر المعرفية التاريخية والفلسفية منها تحديدا وهذا الأمر قد يطول إلى سنوات عدة وما بين طرح أسئلة عن الخلق والوجود والديانات وغيرها هي محاولة فاشلة للانتقال لعالم المعرفة عن طريق منصات الدعاية الثقافية وما أنتجته من ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي ليس أكثر من البحث عن اكتساب مسميات مثل مفكر وباحث ومثقف وهي لا تتعدى حجم تلك المقالات أو التدوينات.إنها ظاهرة منتشرة بشكل واسع ومع تسارع الوقت وقصر المسافات دخل بعض الباحثين عن الشهرة السريعة مع تنوع تخصصاتهم ومن المستغرب دخول هذا المعترك الخطير على العقيدة والقيم والأخلاق الطبيب والشاعر والممثل وراعي الأغنام والموظف البسيط والطباخين بل حتى أهل الرقص والتعري من أهل الفن ومن ينضوي تحت نشاطهم وما يدعونه من نبوغ فكري فلسفي وجودي من خلال طرح أسئلة يمثلون بها أنفسهم لتكون فوق طاولة المناقشة. الكثير من هذه الأفكار قد طرحت ومنذ مئات السنين وعرف أصحاب هذا الفكر على نطاق تاريخي عالمي بعيد جدا وتم تأسيس عناوينه العلمية ومعرّفاته.الخلاصة مثل هؤلاء أصحاب شنشنة وذر رمال وتوقفهم في أي لحظة ليس بمستغرب.